بث الوقف الخيري الإلكتروني للملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - عبر قناة الوقف على اليوتيوب اليوم حلقة جديدة من برنامج نبض، الذي يقدمه بروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب. الحلقة الجديدة عُنونت ب"الأنانية"، وقال فيها الحبيب: "لماذا بعض الناس أنانيون؟ أجيبك بإجابة مختصرة: ليست قضيتك، انشغل بدورك أنت حينما تتقابل مع إنسان أناني. بعض الناس حينما يقابل غيره يقول لماذا هو أناني؟ لماذا هو طويل؟ لماذا هو قصير؟ لماذا هو أسمر؟ ولماذا هو أبيض.. فأقول: لن تنتهي لماذا يا سيدي، انشغل أنت بنفسك".
وأضاف "حينما تقابل الأناني حدِّد أولاً موقع الأنانية من حياتك، هل أنت مُلزم به أم غير مُلزم به؟ إن كان زوجاً أو زوجة، ابناً أو بنتاً، أخاً أو أختاً أُمًّا أو أباً، أو من المحيط الملتصق بك أنت أيها الإنسان، حتى ربما يكون موظفاً عندك أو ربما مديرك.. هذه هي الدائرة الضيقة. وهناك الدائرة الأوسع كموظف في الجهة الحكومية، ولا علاقة كبيرة لي به. إذن، الخطوة الأولى: أحدد مساحة العلاقة، إذا كانت بعيدة فلا أنشغل به ولا بتغييره، إنما بالتعايش البعيد أو المتباعد مع ذلك الإنسان".
وأضاف "إذا كان الأناني ملتصقاً فيّ أنا أيها الإنسان زوجاً أو زوجة أو قريباً، أو مثل ذلك، فما الذي أفعله؟ أجعل كفتي ميزان عندي، ما مزايا هذا الإنسان وما عيوبه، وأضع الأنانية عيباً. إشكالية بعض الناس أنه عندما يرى أنانياً أو أي صفة سلبية في غيره يعممها عليه كلما رآه، الأناني الأناني في أي موقف، حتى ولو لم تكن فيه أنانية. أنت الذي عممت النظرة عليه، ورأيت بالطريقة التي تريدها وهي الأنانية حتى في مواطن ليس فيها أنانية".
وقال الحبيب: "من الخطأ تعميم العيب على بقية صفات الإنسان، وإنما اجعل العيب في محيطه الضيق، وفي محيطه المحدد.. هو أناني، وإنما هو يحبني، هو أناني لكنه متعلم أيما تعليم، هو أناني لكنه مثقف ثقافة أستفيد منها، هو أناني لكنه يحب الله ورسوله.. إذن، تتقزم صفة الأنانية إذا ركزنا على صفاته الأخرى".
واختتم حديثه قائلاً: "من الخطأ أن تنظر إلى عيوب الناس قبل أن تمتلئ عينك من صفاتهم المحببة والجميلة، وحتى الصفات الجميلة إذا جئت فانظر للصفة الأجمل لدي أنا حتى أتذوقها، وأتلذذ بها، حتى أتلذذ به كإنسان، وهنا تكمل الصفات الإيجابية التي عنده، وتتقزم الصفات السلبية التي عنده، أو تنال مقاسها الطبيعي".
يُشار إلى أن وقف الملك فهد الخيري يبث أدعية ولقاءً يومياً لبروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب، عبر مجموعةٍ من قنوات التواصل الاجتماعي.