يؤكد الكاتب الصحفي محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ أن الإسلام لا يعرف ثقافة الكراهية، التي تمتد لكراهية أهل الكتاب من النصارى واليهود، بدليل السماح بالزواج من الكتابيات، ويشير الكاتب إلى أن "ثقافة الكراهية أحد جذور الإرهاب التي يجب أن نتجنبها". وفي مقاله "ثقافة الكراهية" بصحيفة "الجزيرة" يقول آل الشيخ: "قال صاحبي: إنّ كراهية غير المسلمين، وعلى رأسهم اليهود والنصارى، واجب ديني، لا يمكن أن يكتمل إسلامك إلاّ به. قلت: طيب، ماذا تسمي إباحة الإسلام الزواج من الكتابية؛ فهل يعقل أن يَفرض عليك الإسلام أن (تكره) زوجتك ومن يفترض أنها ستكون أم بنيك؟ لم يجد إجابة مقنعة، ولفّ ودار يحاول أن يجد له مخرجاً مقنعاً فلم يجد".
ويمضي آل الشيخ معلقاً: "الزواج من الكتابية ثابت لا خلاف عليه، وألا يحِبّ الرجل زوجته أمر لا يمت للطبيعة الإنسانية بصلة، وتفسير متعنّت لمدلول الولاء والبراء، لا يمكن أن يوافقك عليه عاقل، فضلاً عن أنه مخالف لقوله جلّ شأنه: (وَجَعَلَ بَيْنَكمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة) أي بين الزوجين؛ والمودة هنا هي (الحب) والعشرة الطيبة والرأفة؛ الأمر الذي ينسف مفهوم الكراهية من منطلقاته الدينية؛ فلم يجد أمامه مخرجاً إلاّ التسليم بأنّ ثقافة الكراهية، كما يروّجها المتشدّدون، لا علاقة لها بالشريعة وما أنزل الله بها من سلطان". ويؤكد الكاتب أنه من حق المسلم أن يرفض الاعتقاد في الديانة المخالفة (اليهودية والمسيحية)، ولكن ليس من حقه أن يكره من يعتنقها، يقول الكاتب: "وفي النهاية اتفقنا على أنّ الواجب (فقط) ينحصر في أن تكره معتقده وليس شخصه كإنسان، وكراهية المعتقد، وعدم الإيمان به، حق من حقوقك، فلو كنت لا تختلف مع معتقداته لاعتنقتها".
ويضيف الكاتب: "لن تقوم لنا في عصر العولمة تنمية حضارية واقتصادية في الصناعة والتجارة والعلوم والابتكارات فضلاً عن التواصل مع العالم المتفوق إلاّ إذا تخلّصنا من تشوّهاتنا الفكرية، وأهم هذه التشوّهات هي (ثقافة الكراهية) البغيضة، التي هي من أهم العوائق أمام تحقيق هذه الأهداف".