في إطار سعيها المستمر لتطوير العمل البلدي، أسَّست وزارة الشؤون البلدية والقروية متحفاً دائماً متخصّصاً بالصحة العامة لرصد آفات الصحة العامة، ضمن عدة دراسات تطبيقات متخصّصة تهدف للتعرُّف على المشكلات التي تواجه الأمانات والبلديات في مجال الإصحاح البيئي لوضع الحلول المناسبة لمعالجتها. ويأتي في رأس تلك الدراسات التطبيقية مشروع "رصد آفات الصحة العامة" في مناطق: نجران، وجازان، وعسير، والباحة، الذي نفّذته الوزارة خلال الأعوام (1430-1432ه) بهدف تأسيس قاعدة معلومات مرجعية لآفات الصحة العامة التي تعمل الوزارة ممثلة بأماناتها وبلدياتها في تلك المناطق على مكافحتها بوسائل حديثة وطرق مهنية عالية.
وأوضح الدكتور يحيى بن عبد العزيز الحقيل مدير ادارة الصحة العامة بوزارة الشؤون البلدية والقروية، أن تأسيس متحف دائم متخصص بالصحة العامة في مقر الوزارة، جاء كأحد مخرجات مشروع رصد آفات الصحة العامة بهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي حول هذه الآفات وأماكن انتشارها وطرق تجنبها.
وبيّن "الحقيل" أن المتحف يضم بعض من عيّنات آفات الصحة العامة التي جمعت من مناطق الدراسة الميدانية والتي تم تصنيفها بطرق علمية دقيقة استمرت أعمالها لمدة (24) شهراً، وذلك للتعرُّف على توزيعها الجغرافي وانتشارها وكثافاتها وبؤر التوالد الدائمة والمتغيرة لها وبالتالي التعرُّف على اجناسها وسلوكياتها وذروة اوقات نشاطها لاختيار نوع المكافحة المناسبة لكل منها مع تبني الوزارة لاستراتيجية الادارة المتكاملة للآفات (IPM) والتي يتم من خلالها تفعيل طرق المكافحة الصديقة للبيئة (المكافحة الهندسية، المكافحة الجينية، المكافحة الحيوية) وتقليل استخدام المبيدات واختيار المبيد الأنسب للآفة المناسبة، وتحفظ العيّنات في المتحف إما محنطة أو محمّلة على شرائح أو محفوظة بصورةٍ جافة وموضحٍ عليها البيانات العلمية التصنيفية الكاملة، إضافة إلى صور مكبرة وملونة لبعض منها.
وأضاف "الحقيل" أن المتحف يحتوي أيضاً على الاصدارات الخاصة بإدارة الصحة العامة في الوزارة والبالغ عددها (6) اصدارات توعوية بآفات الصحة العامة تضم (البعوض، الذباب، القوارض، الحيوانات الضالة، الطيور) وتم تعميمها على الأمانات والبلديات والجهات المختصة والجامعات، إضافة إلى أنه تم تحميل هذه المطبوعات على موقع الوزارة على الإنترنت (www.momra.gov.sa) حيث يمكن لأي متخصّص الاستفادة بالرجوع اليها، كما يضم المتحف بعض الحيوانات المحنطة التي تعكس التنوع البيولوجي للحيوانات بمناطق الدراسة".
وأشار مدير ادارة الصحة العامة بوزارة الشؤون البلدية والقروية في ختام تصريحه، إلى أن الوزارة تعمل على استخدام المتحف أيضاً في تنظيم زيارات التعريف والاطلاع على الآفات وطرق تصنيفها والبيئات المناسبة لانتشارها بهدف توعية المجتمع ومساعدة الجهاز البلدي على القضاء على بؤر توالدها وبالتالي تقليل كثافتها إلى الحد الطبيعي.