تحبس مصر أنفاسها، اليوم الأربعاء، إذ تنتهي عند الساعة الرابعة عصراً بتوقيت القاهرة مهلة ال 48 ساعة التي قدّمها الجيش المصري للرئيس محمد مرسي، والمعارضة؛ للخروج من الأزمة السياسية في البلاد، في الوقت الذي يتمسّك فيه مرسي بما سمّاه "شرعية رئاسته". وكان مرسي قد قال في خطابٍ، مساء أمس الثلاثاء، إن الشرعية الدستورية هي الضمان الوحيد لمنع تدهور الأوضاع في مصر، وأكّد أنه مستعدٌ للتضحية ب "دمه" من أجل الحفاظ على شرعية رئاسته، في حين تصرُّ المعارضة على تنحيه وإجراء انتخاباتٍ رئاسيةٍ مُبكرة.
وعقب هذا الخطاب، نشر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر بياناً عبر "فيسبوك"؛ جاء فيه أن الجيش مستعدٌ للدفاع حتى الموت عن الشعب المصري.
ونقل بيانٌ عن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، قوله: إن رجال الجيش يفضلون الموت على أن يُروّع الشعب المصري، أو يتعرّض للتهديد.
وتأتي هذه التطورات بعد مظاهراتٍ معارضةٍ للرئيس وجماعة الإخوان المسلمين انطلقت في 30 يونيو، رافقتها مسيراتٌ مؤيّدة لمرسي تخللتها أعمالُ عنفٍ أسفرت عن نحو 20 قتيلاً، فيما يستعد الطرفان لمظاهرات جديدة.
وفي هذه الأثناء، أغلق المعتصمون بميدان التحرير مجمع التحرير أمام المواطنين للمرة الثانية منذ مظاهرات 30 يونيو، وقام المعتصمون - طبقاً ل "رويترز" - بتكوين سلاسل بشرية أمام مبنى المجمع لإغلاقه، حيث قاموا بتعليق لافتة على مدخله مكتوب عليها "مغلق بأمر الشعب لحين الرحيل".
تجدر الإشارة إلى أن المعتصمين أغلقوا مجمع التحرير خلال مظاهرات 30 يونيو في خطوةٍ تصعيديةٍ للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي، ثم قاموا الثلاثاء بفتحه أمام المواطنين حرصاً على مصالحهم.
من جهة أخرى، نفى مصدرٌ عسكري مصري ما تداولته وسائل إعلام محلية عن تفاصيل خريطة طريق سياسية ستشرف على تنفيذها القوات المسلحة إذا فشلت الأطراف كافة مع نهاية المهلة، اليوم، في التوصل إلى حل للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.
ونقلت "رويترز" عن المصدر العسكري توقعه أن تكون الخطوة التالية دعوة شخصياتٍ سياسيةٍ واجتماعيةٍ واقتصاديةٍ إلى حوارٍ حول خريطة طريقٍ للخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد.
وكانت مصادر عسكرية قد أعلنت عن تسريباتٍ بشأن خريطة الطريق التي ينوي الجيش فرضها تشمل تعليق العمل بالدستور وحل البرلمان الذي يسيطر عليه الإسلاميون وتشكيل مجلس رئاسي، إذا لم يتوصل مرسي والمعارضة الليبرالية إلى اتفاقٍ.
وكشفت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية عن أن متظاهري الإسكندرية قطعوا السكك الحديدية كخطوةٍ نحو العصيان المدني رداً على خطاب الرئيس محمد مرسي مساء أمس.
بدورها دعت الكويت، اليوم الأربعاء، رعاياها إلى سرعة مغادرة مصر وعدم السفر إليها بسبب التوترات السياسية والأمنية التي تشهدها حالياً.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن سفير دولة الكويت لدى القاهرة رشيد الحمد، قوله "إن على جميع الرعايا الكويتيين الموجودين في مصر مغادرتها على وجه السرعة؛ نظراً للتطورات والاحداث التي تشهدها مختلف أرجاء الجمهورية".
كما نصحت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها بعدم السفر إلى مصر إلا في حالة الضرورة القصوى عدا منتجعات جنوبسيناء ومنها شرم الشيخ وطابا ونويبع ودهب وسانت كاترين.
وقالت "الخارجية"، فى بيانٍ لها، اليوم الأربعاء، على موقعها: إنه على مواطنيها الموجودين فى المناطق الأخرى في مصر الآن أن يقرروا إذا كانت هناك حاجة إلى استمرار وجودهم فى مصر أم لا.. وأضافت "بينما عليكم إذا كنتم في مصر أن تبقوا في المنازل أو مكانٍ آمن مثل الفنادق فعليكم ألا تظهروا بشكلٍ واضحٍ وأن تعتنوا بأمنكم الشخصي، خاصة في المدن الكبيرة".. وتابعت قائلة "عليكم كذلك أن تراعوا تفادي الحشود من الناس".
من جهة أخرى، وجّه البنك المركزي المصري البنوك، إلى غلق الأفرع مبكراً وسيعقد عطاءً للعملة الصعبة قبل الموعد المعتاد مع قرب انتهاء مهلة الجيش.