تكفلت الحملة الوطنية السعودية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين بعلاج العديد من جرحى مدينة القصير السورية التي تعرضت للاقتحام من جيش النظام السوري مؤخراً، وذلك في منطقة "عرسال" الحدودية مع لبنان. جاء ذلك إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وبتوجيه من وزير الداخلية المشرف العام على الحملات السعودية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وبمتابعة مستشار وزير الداخلية ورئيس الحملة الدكتور ساعد العرابي الحارثي.
وتم اعتماد تكاليف علاج الجرحى والمصابين إثر عملية اقتحام مدينة القصير والقرى المجاورة لها، حيث تم على الفور التعامل مع هذا الملف من بداية الأحداث باستقبال الجرحى الذين تم نقلهم بالتنسيق بين اتحاد أطباء حمص والصليب الأحمر الدولي إلى منطقة "عرسال" على شكل دفعات وفقاً للظروف الأمنية التي تكفل سلامة الجرحى الذين يتم نقلهم من "عرسال" إلى المستشفيات المتخصصة في شمال لبنان.
ووضع مكتب الحملة الوطنية السعودية في لبنان آلية لاستقبال الجرحى في مستشفى "المنية"، حيث تم تزويد المستشفى بالأدوية والمستلزمات الطبية مثل (أمصال – مضادات حيوية – مسكنات - إبر – قلفزات طبية) وتجهيز سلة الجريح، التي تحتوي على ملابس ومواد صحية ونظافة وأحذية وبطانيات بعدد (650) سلة تستهدف ستمائة وخمسين جريحاً.
وتم البدء في حينه باستقبال الجرحى في مستشفى "المنية" ومستشفى "طرابلس "الحكومي, وإجراء الفحوصات اللازمة والعمليات الجراحية وتجبير الكسور وتقديم العلاج مع تأمين كل الأجهزة التي يحتاجها الجريح، خصوصاً المصابين بكسور مضاعفة ويحتاجون لأجهزة التثبيت.
وصرح المدير الإقليمي للحملة الدكتور بدر السمحان بأن هذا المشروع يعتبر أحد مشاريع الحملة الوطنية السعودية ضمن المحور الطبي، حيث تم استقبال عدد كبير من الجرحى المصنفين من ذوي الحالات المستعجلة لإجراء التدخل الجراحي للذين فقدوا أطرافهم أو تعرضوا لجروح جوفية عميقة جراء تعرضهم لشظايا أو طلقات نارية مباشرة، والذين - ولله الحمد - تم إجراء العمليات لهم بنجاح، بالإضافة إلى الجرحى المصنفين بذوي الإصابات الباردة، وهم الذين أصيبوا في بداية القصف وتم تطبيبهم في المستشفيات الميدانية في الداخل السوري بشكل مبدئي، حيث تم إجراء العمليات الجراحية اللازمة لهم، وما زال هذا المشروع قائماً، ويتم استقبال الجرحى بشكل مستمر، ومتابعة حالتهم إلى حين خروجهم من المستشفى.
وأضاف السمحان أن هذه المشاريع والأعمال التي تقوم بها الحملة سواء في الداخل السوري أو في الدول المجاورة لها، والتي تلبي احتياجات الأشقاء السوريين المتضررين، ما هي إلا ترجمة لوقفة صادقة من الشعب السعودي الذي قدم وما زال يقدم لأشقائه السوريين، وينظر لهذا العمل بأنه واجب ديني وإنساني وأخلاقي, سائلاً الله العلي القدير أن يجعل هذه الأعمال خالصة لوجهه الكريم، وأن يجزي المتبرعين خير الجزاء.
من جهتهم، عبر الجرحى عن عميق شكرهم وتقديرهم للحكومة السعودية ولخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي، لقاء هذه اللفتة الكريمة في هذه الظروف الحرجة.