قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، اليوم الأربعاء، إن الأمير القطري السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لم يسلم السلطة فقط، بل أيضا تنازل لابنه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن مجموعة منتقاة من الممتلكات في لندن. وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وتحت عنوان "الشيخ القطري خريج أكاديمية ساندهيرست يحصل على مفاتيح الإمارة"، يقول الكاتب البريطاني بيتر بوفام إنه في كلمة بثها التلفزيون وتميزت بنغمتها الهادئة ودع الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني، 61 عاماً، شعبه و18 عاماً حافلة ومضطربة أمضاها في السلطة.
ويقول "بوفام" إن الأمراء عادة لا يستقيلون، بل يستمرون حتى النهاية أو حتى يتم إسقاطهم من الحكم، ولكن الشيخ حمد حقق الكثير من الثراء لبلاده، ويقول البعض إن قراره راجع لمتاعب صحية، حيث أجرى عمليتين لزراعة كلى.
ويقول "بوفام" إن مجريات الأمور في الأسرة الحاكمة في قطر سرية حتى على قناة "الجزيرة".
ويضيف أن ما يمكن قوله بتأكيد هو أن الشيخ حمد، الذي يحكم بلداً صغيراً يوجد به أكبر احتياطي للغاز في العالم و300 ألف مواطن فقط، أثبت أنه على دراية بالمخاطر والفرص أمام قطر، وأن قراره التخلي عن الحكم دليل آخر على أنه رجل دولة قدير.
ويقول "بوفام": إن الشيخ "تميم" عمل إلى جانب والده عدة أعوام، ويعتقد أن التنازل عن الحكم كان مخططاً له منذ أعوام، ولكن الشاب البالغ من العمر 33 عاماً خريج أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية المرموقة يبقي خططه لمستقبل البلاد طي الكتمان.
ويضيف أن الشيخ "تميم" أصبح مسؤولاً عن إمبراطورية من الممتلكات يسيل لها لعاب أثرى الأثرياء في العالم: إمبراطورية تضم متجر هارودز الشهير، والشارد أعلى ناطحة سحاب سكنية في أوروبا، وحصة كبيرة من بنك باركليز ومتاجر سينزبريز وشركة شيل النفطية وبورصة لندن، حيث تسيطر على كل هذه الممتلكات الهيئة القطرية للاستثمار، التي يعتقد أن مواردها تصل إلى ما بين مائة ومائتي مليار دولار.
ويقول "بوفام" إنه تحت إدارة رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ذي النفوذ الكبير أصبحت قطر ذات الحجم شديد الصغر قوة سياسية كبيرة ناشطة في جميع الأزمات في المنطقة، من اليمن وحتى المناطق المحتلة.