كشفت مصادر "سبق" أن تشابه أسماء تسبب في حقن الطفلة "راما" بالكيماوي الخاص بمرض السرطان بالخطأ في إحدى مستشفيات القصيم، حيث تشابه اسم الطفلة ذات الأربع سنوات مع اسم مريض آخر يدعى "رامي". وزارت "سبق" الطفلة "راما" في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض؛ حيث ترقد، وتحدث والد الطفلة عبد الله المحيميد قائلاً: ابنتي كانت تشكو من حرارة والتهاب، وبعد مراجعة مستشفى النساء والولادة بالقصيم أخذوا منها عينة، وأعطونا العلاج وأخرجونا، وتم إرسال العينة إلى مختبر مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة، وأفاد التشخيص بأنها تعاني من السرطان، وطلبونا للحضور للمستشفى، وبالفعل حضرنا، وأحالونا إلى مركز الأورام الذي قام بالإجراءات.
وأضاف: أبلغنا الدكتور المشرف على حالتها بأنها بحسب نتائج الفحوص تحتاج لعلاج كيماوي، فوافقنا؛ لثقتنا الكبيرة بالطاقم الطبي، وعدم علمنا بالأمور الطبية، وبالفعل حقنوها.
وتابع والد "راما": وبعد عدة أيام من حقنها اتصل بي الدكتور، وطلبني للحضور لمكتبه، واعترف لي بأنه حدث خطأ بالعينات، من قبل إحدى الممرضات، وتنتمي لجنسية عربية، وأن الخطأ من مصدر التحاليل وليس منا، فصدمنا جميعاً بما حدث، وعلى الفور طلبت إيقاف العلاج الذي كان يقدم لها في مركز الأورام بالقصيم، بعد أن تساقط شعر ابنتي بالكامل وتغيَّر شكلها، وتم نقل ابنتي إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض؛ لتلقي العلاج وإجراء مزيد من الفحوص.
وعن الإجراءات التي اتخذها "المحيميد" قال إنه اتصل أمس بالرقم المخصص للشكاوى التابع لوزارة الصحة، وطلبوا تقريراً عن حالتها، وأنه سيتقدم بشكوى مماثلة للهيئة الطبية الشرعية.
وطالب "المحيميد" عبر "سبق" وزير الصحة بعلاج ابنته فوراً، وتصحيح الخطأ الذي وقعوا فيه، وتحملتها ابنته وعائلتها التي تعيش حالياً وضعاً نفسياً صعباً، فبعد أن كنت تلهو وتلعب كبقية الأطفال أصبحت الآن أسيرة لفراش المرض بخطأ طبي!
ومن جهتها أكدت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم، في بيان لها، أنها شكلت لجنة متخصصة للتحقيق حيال تعرض الطفلة "راما" إلى جرعات من العلاج الكيميائي من جميع جوانبه، وحفظ حقوق المريضة وذويها.
وأشارت إلى أن ولي أمرها لم يتقدم بأي شكوى خطية حتى تاريخه، كما حُولت الطفلة إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وثبت أن وضع الطفلة سليم ولله الحمد من أثر أي علاجات تلقتها، ولكن يتبقى انتظار ظهور نتائج التحاليل النهائية، التي تؤكد تضررها من عدمه.
وأضافت "الشؤون الصحية" أن الأطباء المختصين أكدوا أن الجرعات الكيميائية التي أخذتها "راما" في مستشفى الولادة والأطفال ببريدة كانت جرعات أولية، وليست مكثفة، وأنها لا تتسبب في أي مضاعفات مستقبلية، وليست السبب في تساقط شعر رأس الطفلة، الذي ظهر من دون شعر بسبب أن ولي أمرها حلقه حسب رغبته، بعد توصيات الفريق الطبي بالمستشفى، وذلك من باب الاحتياطات للصحة العامة، مشيرة إلى أن فريقاً طبياً متخصصاً سيوفد من قبل الوزارة للتحقيق في الموضوع.
وأكدت "صحة القصيم" أن صحة المواطن هدف لمختلف مقدمي الخدمات الصحية، مبينة أن التقصير وارد من أي مقدم للخدمة الصحية، وأنها تعمل -جاهدة- لتجويد العمل، وتحسين المخرجات، كما تعنى بالحفاظ على حقوق المريض وذويه.
وذكرت أنها لن تسمح بأي تقصير يعتري ذلك، مشيرة إلى أن نتائج التحقيق ستظهر توصيات يتعامل معها في حينها، حسب الإجراءات النظامية المعمول بها في مثل هذه الحالات، ومنها إحالة القضية إلى الهيئة الطبية الشرعية التي تعنى بهذه القضايا.