حذر نائب الرئيس المصري عمر سليمان من أن الحكومة لن تقبل باستمرار الاحتجاجات في ميدان التحرير لفترة طويلة. وطالب سليمان في تصريح حاد اللهجة ينم عن نفاد صبر الحكومة، بإنهاء الأزمة "في أسرع وقت ممكن". وقال سليمان: "لن يزول النظام ولن يتنحى مبارك في الحال"، وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، عقب اجتماعه مع رؤساء تحرير الصحف القومية والمستقلة. وأضاف سليمان أن النظام يريد انتهاج الحوار لمناقشة مطالب المحتجين بالإصلاح الديمقراطي، وقال في تهديد مبطن: "لا نريد التعامل مع المجتمع المصري بأساليب بوليسية". ونقلت الصحف المصرية عن سليمان قوله: إن "مصر دولة قوية لا تنهار ولن تنهار"، مؤكداً أن "الحوار والتفاهم هو الطريقة الأولى لتحقيق الاستقرار في مصر والخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد بسلام، في إطار برنامج متواصل لحل جميع المشكلات". وحذر سليمان من أن البديل للحوار هو أن يحدث انقلاب لا يمكن التنبؤ بنتائجه، وقال: "لا نريد الوصول إلى تلك النقطة، من أجل مصر". وتحت إلحاح رؤساء تحرير الصحف المصرية لتوضيح ما يعنيه قال: إنه لا يعني وقوع انقلاب عسكري، ولكن "فوضى مؤسساتية تتسبب فيها جهة غير جاهزة لأن تحكم مصر"، حسب ما قال عمر الخفاجي نائب رئيس تحرير صحيفة الشروق المستقلة الذي حضر الاجتماع، وأضاف: "لم يكن يعني انقلاباً بالمفهوم الكلاسيكي". وقال سليمان: إن وجود المحتجين في ميدان التحرير وتطاول بعض الفضائيات على مصر يثبط المواطنين الذي يرغبون في التوجه للعمل، ولن نقبل بذلك لفترة طويلة". وحذر من الدعوة التي وجهها المحتجون للعصيان المدني وقال: إنها بالغة الخطورة وغير مقبولة. وكان سليمان قال: إن لدى مصر خطة وجدولاً زمنياً لعملية الانتقال السلمي للسلطة، مشيراً إلى أن الحكومة لن تلاحق المحتجين المطالبين بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك. وأضاف في مؤتمر صحفي عقب لقائه مبارك: "إن الرئيس يرحب بالإجماع الوطني وقد وضعنا قدمنا على الطريق السليم". الوادي الجديد من جهة أخرى، نقلت "بي بي سي العربية" عن صحفيين وشهود عيان قولهم: إن مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد تشهد انفلاتاً أمنياً غير مسبوق بعد انسحاب معظم القيادات الأمنية في المحافظة. وقال شاهد: إن مدينة الخارجة تشهد عمليات إطلاق نار كثيفة مجهولة المصدر، أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل. وناشد أحد الأطباء العاملين في أحد مشافي المدينة، الجيش المصري بالتدخل، وقال: إن السكان يعيشون أجواء رعب غير مسبوقة في تاريخ تلك المنطقة الواقعة في جنوب الصحراء الغربية بمصر. وذكر شاهد عيان لاحقاً أن قوات الجيش المصري انتشرت في أحياء المدينة ونجحت في السيطرة على الموقف. عدد القتلى في سياق آخر، نفى وزير الصحة المصري أحمد سامح، اتهامات المنظمات الحقوقية للسلطات المصرية بمحاولة حجب الأرقام الحقيقية لضحايا الاحتجاجات في مصر. وقال: إن الحكومة دعت مراراً المستشفيات إلى إعلان الأرقام الحقيقية للضحايا. وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" قد قالت الاثنين: إنها تأكدت من أن نحو 300 شخص قُتلوا إلى الآن في احتجاجات مصر، لكن من المرجح أن يكون العدد النهائي أعلى من ذلك بكثير. وأضافت المنظمة أنها بفضل اطلاعها على السجلات الطبية في أكثر من مشرحة في القاهرة والإسكندرية والسويس، توصلت إلى أن 297 شخصاً على الأقل قتلوا. ومضت قائلة: إن معظم القتلى قضوا رمياً بالرصاص على يد الشرطة خلال يومين من العنف في نهاية الشهر الماضي.