يُصادف اليوم الجمعة، أطول نهار خلال عام على نصف الكرة الشمالي، وهي ظاهرة تسمّى الانقلاب الصيفي، وستشرق الشمس من أقصى نقطة شمالاً من أفق الراصد. وقال الباحث الفلكي ملهم محمد هندي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، عضو سديم الحجاز الفلكي: تصل الشمس لمحطتها الأخيرة شمالاً ضمن رحلتها الظاهرية السنوية بين المدارات, حيث يصادف اليوم الجمعة، بلوغ الشمس أقصى ميل لها عند 23.5 شمالاً بتعامد أشعتها على مدار السرطان، معلنةً بداية فصل الصيف فلكيّاً.
وأضاف "هندي": إن هذه الرحلة تُعَد رحلةً ظاهريةً ناتجة من ميلان محور دوران الأرض على مستوى المدار ب 23.5 درجة، إضافةً إلى دورة الأرض حول الشمس، فتتحرّك الشمس ظاهرياً بين مدارَي الجدي جنوباً والسرطان شمالاً مروراً بخط الاستواء, ولحظة وصولها لأقصى ميل شمالاً يسمّى الانقلاب الصيفي، وهو ما حدث اليوم الجمعة 12 شعبان عند الساعة 8:04 صباحاً بتوقيت مكة.
ويكون نهار الجمعة الأطول خلال عام 2013م، وهذا ينطبق على جميع الدول شمال خط الاستواء، ويتفاوت طول النهار صعوداً شمالاً حيث يبلغ طول النهار في مكة المكرّمة 13 ساعة و27 دقيقة، بينما الرياض ب 13 ساعة و40 دقيقة، وستكون الشرقية الأطول نهاراً ب 13ساعة و48 دقيقة, ويصل طول النهار في الدول الاسكندنافية شمال أوروبا إلى 19 ساعة، وبذلك تكون ليلة الجمعة هي الأقصر خلال العام.
وأشار "هندي" إلى أن الانقلاب الصيفي هو بداية فصل الصيف فلكيّاً "أي بشكلٍ عام على نصف الكرة الشمالي" والحقيقي أن كل منطقة يختلف دخول فصل الصيف فيها، حسب موقعها فمثلاً المملكة دخل فصل الصيف فيها منذ شهر تقريباً، ولكن الدول التي تقع عند خطوط عليا يبدأ صيفها هذه الأيام, وستبدأ الشمس بعدها بالعودة نحو الجنوب لتكمل رحلتها السنوية.
وذكر "هندي" أن حساب حركة الشمس ومواعيد الانقلاب الصيفي والشتوي، معروفة منذ الحضارات القديمة، مثل الصينية والهندية والفرعونية، واكتُشفت مراصد قديمة لحساب هذه المواعيد للاستفادة منها في المواسم الزراعية وقليل منها نُصب لغرضٍ ديني.