تتواصل مباريات بطولة كأس القارات 2013 والمقامة حالياً في البرازيل بإقامة لقاءين، يجمع الأول منتخب المكسيك بنظيره إيطاليا عند الساعة العاشرة مساءً، فيما يواجه منتخب إسبانيا نظيره الأوروجواي عند الساعة الواحدة من صباح الاثنين. المكسيك x إيطاليا: يستهل منتخبا إيطاليا والمكسيك مسيرتهما في بطولة كأس القارات عندما يلتقيان على ملعب "ماراكانا" الشهير والعريق بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في ثاني مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة. ويخوض المنتخبان فعاليات البطولة وسط شكوك هائلة بشأن مستواهما مما يجعل المباراة اليوم هي الطريقة المثلى أمام كل منهما للرد على هذه الشكوك. وقال خوسيه مانويل دي لا توري المدير الفني للمنتخب المكسيكي: "الفريق يشعر بالحزن بسبب النتائج التي حققها في المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم 2014 ولكنه يُدرك أن كأس القارات مسابقة مختلفة، وتمنح هذه البطولة فرصة رائعة لتغيير العديد من الأمور". ويواجه المنتخب المكسيكي موقفاً صعباً في تصفيات اتحاد كونكاكاف "أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي" المؤهلة لمونديال 2014 حيث سقط الفريق في فخ التعادل السلبي في ثلاث مباريات على ملعبه ولم يعد أمامه أي مجال للخطأ أو إهدار النقاط في المباريات الأربع المتبقية له بالتصفيات. وأظهرت مباريات الفريق في الفترة الماضية وجود قصور في الأداء الهجومي أسفر عن هذا النقص في النتائج الإيجابية أمام منافسين يقلون عنه تاريخاً وخبرةً. وفجرت هذه النتائج المهتزة موجة من الانتقادات من قِبل الجماهير والصحافة والتي كان معظمها موجهاً إلى المدير الفني للفريق. وتمثل كأس القارات بطولة معتادة للمنتخب المكسيكي كما يتمتع الفريق بسجل إيجابي للغاية في هذه البطولة. وشارك المنتخب المكسيكي في خمس من النسخ الثماني الماضية لكأس القارات وتوج بلقب البطولة في 1999 وأحرز المركز الثالث في نسخة 1995 كما بلغ المربع الذهبي للبطولة في نسخة 2005. وفي المقابل، يخوض المنتخب الإيطالي "الآزوري" البطولة وسط حالة من عدم الاستقرار التي سيطرت عليه من قبل في عدة بطولات دولية سابقة. وتحيط الشكوك بالأسلوب الخططي الذي سيتبعه الفريق في البطولة بعد النتائج الهزيلة التي حققها الفريق في المباريات الودية التي خاضها في الآونة الأخيرة وكان منها التعادل 2/2 مع منتخب هايتي المتواضع. وعلى الرغم من هذا يحظى الآزوري بسجل رائع في تحويل بداياته الصعبة والمهتزة في البطولات إلى أمجاد وتتويج بالألقاب مثلما حدث في بطولتي كأس العالم 1982 و2006. ويشارك الآزوري، الفائز بلقب كأس العالم أربع مرات سابقة، في كأس القارات للمرة الثانية، ولكن مشاركته الأولى كانت قاسية للغاية على تاريخ الكرة الإيطالية حيث خرج الفريق من الدور الأول للبطولة "دور المجموعات" بعد نتائج سيئة أبرزها الهزيمة صفر / 1 أمام نظيره المصري.
إسبانيا x الأوروجواي: أحياناً ما تحمل ضربة البداية الحل للعديد من المشاكل، وهذا هو ما يسعى إليه كل من منتخبي إسبانيا وأوروجواي لكرة القدم عندما يلتقيان في بداية مسيرتهما ببطولة كأس القارات. وتحمل هذه المواجهة كلمة السر في حسم شكل المنافسة بالمجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة، حيث ستسهم بشكل كبير في تحديد هوية الفريقين الصاعدين من هذه المجموعة إلى المربع الذهبي للبطولة. ويرى كثيرون أن المنافسة ستنحصر بين هذين الفريقين على المركزين الأول والثاني في المجموعة التي تضم معهما منتخبي نيجيريا وتاهيتي اللذين يلتقيان في المباراة الأخرى بالمجموعة. وعلى مدار آخر خمس سنوات، توج المنتخب الإسباني بلقبين في بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2008 و2012" ولقب كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ولم يعد أمامه سوى لقب كأس القارات ليستكمل سجل إنجازاته في البطولات الكبيرة. وفي المقابل، فاجأ منتخب أوروجواي "السماوي" الجميع بإحرازه المركز الرابع في مونديال 2010 ثم توج بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية "كوبا أمريكا 2011" بالأرجنتين. وسبق للمنتخبين أن التقيا في مجموعة تحديد البطل ببطولة كأس العالم 1950 التي استضافتها البرازيل بالذات وانتهت المباراة بالتعادل 2/2 لتكون إحدى خطوات منتخب أوروجواي نحو منصة التتويج بعدما اختتم مسيرته في البطولة بالفوز على نظيره البرازيلي 2/ 1 في عقر داره. ويطمح كل من الفريقين حالياً إلى التتويج بلقب كأس القارات ولكن الهدف الأبرز لكليهما يبقى هو الوصول لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل بعد 64 عاماً من خوض فعاليات البطولة في بلاد السامبا. وانتهت آخر مواجهة بين الماتادور الإسباني ومنتخب أوروجواي بفوز إسبانيا 3 / 1 ودياً في العاصمة القطرية الدوحة في فبراير الماضي ولكن كلا الفريقين يرى أن نتيجة المباراة الودية لن يكون لها أي تأثير على لقاء الغد. منتخب أوروجواي يضم المهاجمين الخطيرين إدينسون كافاني ولويس سواريز وأيضاً اللاعب الكبير دييجو فورلان الفائز بلقب أفضل لاعب في مونديال 2010، ويمثل هذا الثلاثي اختباراً مزعجاً وقوياً لحارس المرمى الإسباني سواء كان الحارس إيكر كاسياس نجم ريال مدريد أو فيكتور فالديز حارس برشلونة والذي يرى أن المنتخب الإسباني بطل العالم وأوروبا لا يبث الرعب في نفوس منافسيه ولكنه يحظى باحترامهم. ويبدو السؤال الذي يفرض نفسه بقوة على أجواء الفريق هو المفاضلة بين إيكر كاسياس وفيكتور فالديز ليشغل أحدهما مركز حراسة مرمى الفريق في البطولة، كما تسيطر الحيرة على فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للفريق بشأن خط الهجوم وقد يلجأ للطريقة التي اتبعها من قبل كثيراً وهي اللعب من دون رأس حربة أو مهاجم صريح.