أغلقت مراكز الاقتراع في استفتاء جنوب السودان أبوابها مساء السبت بعد أسبوع من فتحها أمام ما يقرب من أربعة ملايين ناخب؛ لتقرير مصير مستقبل الجنوب السوداني، إما باستمرار الوحدة مع الشمال أو الانفصال وإعلان دولة مستقلة في الجنوب. وتزامناً مع إغلاق مراكز الاقتراع جابت شوارع مدينة "جوبا"، كبرى مدن جنوب السودان، فِرَق موسيقية محلية؛ لتقديم عروضها الفنية احتفالاً بانتهاء الاستفتاء التاريخي، الذي تشير التوقعات إلى أن انفصال الجنوب المسيحي عن الشمال المسلم أصبح وشيكاً. وقد اضطر عشرات الآلاف من سكان ولايات جنوب السودان إلى السفر إلى مراكز الاقتراع بكل الوسائل الممكنة، سواء بالعبّارات النهرية أو بالحافلات، كما أن بعضهم تحملوا مشقة السفر أياماً عدة؛ من أجل الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء المصيري. وكذلك فقد شارك الآلاف من الجنوبيين في "المهجر"، في استفتاء تقرير مصير مستقبل بلدهم؛ حيث أُقيمت مراكز للاقتراع في الولاياتالمتحدةالأمريكية وسبع دول أخرى. وبحسب ما أعلنت مفوضية الاستفتاء فإن العدد الإجمالي للمسجلين الذين يحق لهم التصويت من أبناء جنوب السودان يبلغ ثلاثة ملايين و930 ألفاً و916 ناخباً، منهم ثلاثة ملايين و753 ألفاً و815 سجلوا في ولايات الجنوب، وأقل من 120 ألفاً في الشمال، ونحو 60 ألفاً في ثمانٍ من "دول المهجر". وحتى مساء الجمعة وصل عدد مَنْ أدلوا بأصواتهم في جنوب السودان إلى نحو 3.1 مليون ناخب، بنسبة تتجاوز 83 في المائة من إجمالي الناخبين المسجلين، بحسب ما أعلن رئيس مفوضية الاستفتاء محمد إبراهيم خليل؛ ما يعطي مؤشراً إيجابياً لانتهاء عملية الاستفتاء خلال الجولة الأولى. أما في ولايات الشمال فقد بلغ عدد الجنوبيين الذين أدلوا بأصواتهم نحو 62 ألف ناخب، بينما أدلى قرابة 55 ألف ناخب ممن يقيمون خارج السودان بأصواتهم في الاستفتاء الذي يلزمه مشاركة 60 في المائة حداً أدنى لاعتماد نتيجته. وأعلنت مفوضية الاستفتاء في وقت سابق من الأسبوع الماضي جدولها الزمني لتجميع وإعلان النتائج، وحددت فيه أن إعلان النتائج الأولية تقرر أن يكون في الثاني من فبراير المقبل، على أن يكون الخامس من الشهر نفسه آخر موعد لتقديم الطعون. يُشار إلى أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير كان قد أكد مرات عدة التزام الحكومة باستكمال مرحلة الاستفتاء لجنوب السودان، والالتزام بما تسفر عنه من نتائج إذا جاء الاستفتاء حراً ونزيهاً وشفافاً، كما أكد مواصلة الحوار مع من وصفهم ب"الإخوة في الجنوب"؛ لحل كل القضايا المعلقة. وجرى الاستفتاء بموجب ما يُعرف ب"اتفاق السلام الشامل"، وهو اتفاق أُجري عام 2005 وأُنهي بموجبه 22 عاماً من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، راح ضحيتها قرابة مليون شخص، ولعبت الدول الغربية دوراً رئيسياً في الوساطة للتوصل لاتفاق السلام، وكذلك دول عدة في شرق إفريقيا.