كشف برنامج "الرئيس"، على شاشة "لاين سبورت" برعاية إعلامية من "سبق"، أن 800 أسرة سعودية مشتتة ومتغربة بسبب انتظام أبنائها في مراكز التوحد في الأردن التي تفتقر إليها السعودية. وتحت عنوان موضوع "الصرخة الصامتة" كشفت حلقة الأحد الماضي من البرنامج الذي يقدمه صلاح الغيدان المعاناة الحقيقة لأهالي مرضى التوحد التي لا يشعر بها غيرهم.
وعرض البرنامج تقارير عدة، منها تقرير عن معاناة الأطفال التوحديين في إيصال المعلومة وعدم توافر مراكز تشخيصية لهم، وشكاوى أسرهم من صعوبة تشخيص أطفالهم، ومطالبات باستقدام مجاني ومراكز تأهيل، وتذمُّر من عدم تفاعل الوزارات المعنية الصحة والشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم.
وتضمنت الحلقة تقريراً عن مركز أبحاث التوحد بين علامات التوحد وأعراضه، كما عرضت تقارير كشف عن إهمال أطفال التوحد وتكبد أسرهم خسائر ومعاناة مع عرض مشاهد لأطفال التوحد ومطالبات أولياء الأمور بمراكز للتدريب والتأهيل.
وعرضت الحلقة تقريراً عن رحلة "الغيدان" إلى الأردن لنقل واقع معاناة نحو 800 أسرة سعودية مشتتة ومتغربة؛ بسبب انتظام أبنائهم في مراكز التوحد في الأردن التي تفتقر إليها المملكة.
وتحدث باكياً في التقرير مواطن اشتكى من تغربه هو وأطفاله لعلاجهم قائلاً: "نحن مهمشين في بلدنا بلد الخيرات، حيث لا يتوفر لا علاج ولا مستشفيات متخصصة لأطفال التوحد، ولا يوجد من يرعاهم في المملكة".
وأكد "الغيدان" في التقرير أن هناك 800 طفل سعودي يتوزعون للعلاج في الأردن، مبيناً أن بعض المراكز لم تفتح إلا للأطفال السعوديين.
واشتكى أولياء أمور عدد من الأطفال من الغربة وتركهم للوطن وتشتت الأسر.
وكشف "الغيدان" عن إيقاف عرض تقرير لطبيب حاول عمل دعاية لنفسه، مشيراً إلى أنه بعد رصد بعض الملاحظات تم إيقاف العرض إلى أن يتم التثبت، خاصة بعد ورود اتصالات تحذر من الطبيب عقب أن أعلن عن ذلك في صفحته على "فيسبوك".
وأوضح ضيف الحلقة الدكتور حسين الشمراني استشاري النمو والسلوك بمستشفى الملك فيصل التخصُّصي ومركز أبحاث التوحد أن أعراض التوحد تظهر في السنوات الأولى من عمر الطفل، منها تأخر الكلام والعزلة وحركات طرفية دون هدف وإشكالية في التفاعل مع الظروف المحيطة مثل الإنارة وغيرها.
وقال: "المهم توعية الأهل عن الأعراض الأولية، كون الطفل يواجه صعوبة في التأقلم مع الأماكن الجديدة وحساس للأنوار". ولفت إلى قلة المختصين في المملكة إضافة لقلة في التدريب.
وبيَّن "الشمراني" أنه لا توجد إحصائيات عن عدد أطفال التوحد بالمملكة، ولكن عددهم يصل تقريبا إلى الآن 250 ألف طفل، وعدم توفر الإحصائية يعتبر إحدى الإشكاليات.
وحذَّر "الشمراني" من بعض الأطباء الذين يدعون قدرتهم على العلاج ويستغلون الأهالي.
وكشف أنه عند تحليل خلطة عشبية توزعها امرأة سورية تدَّعي بأنها تعالج التوحد تبين أن الخلطة تحتوي على نسبة من الحشيش وميكروبات.
وقال "الشمراني": "في المملكة نحتاج لمراكز مجانية تتكفل بما يحتاجه الطفل ومدارس تستطيع أن تتأقلم معه بمناهج خاصة".
وفي اتصال هاتفي مع الأميرة سميرة الفيصل مؤسسة ورئيسة جمعية أسر التوحد الخيرية، أوضحت أن افتتاح الجمعية جاء لكون أكثر من نصف البرنامج المخصص لأطفال التوحد يتركز على دور الأسرة، وجاءت الجمعية للتدريب وتحسين الأسر، ومسجل لديها حالياً 2200 ملف، وهناك متخصصون للتدريب لكيفية التعامل.
وبيَّنت الأميرة "سميرة" أن الجمعية خاطبت الوزارات المعنية، لتفعيل الأنظمة، وتم تفعيل جزء منها، حيث أعلنت التربية والصحة عن إستراتيجية وعن النية لافتتاح مراكز للتأهيل.
ونبهت الأميرة "سميرة" المسؤولين بأن الخدمة حالياً قليلة، ولا يتوفر تأهيل ولا إمكانيات للتشخيص.