أوضح تقرير نشرته دورية "نيو إنغلاند" الطبية، تفاصيل أربع حالات مصابة بفيروس "كورونا" من عائلة واحدة بالعاصمة السعودية الرياض. وكانت أول حالة من هذه الحالات لرجل في ال 70 من عمره لديه أمراض مزمنة عديدة، وبدأت الأعراض لديه في 5 أكتوبر 2012، وبعد أسبوع تم قبوله بالمستشفى بقصور قلبي وكلوي، وساءت حالته في المستشفى وتوفي بعد 10 أيام من دخوله المستشفى. أما الحالة الثانية فكانت لابن المريض الأول وعمره 39 سنة، وهو مدخن، وحضر بالإسعاف بتاريخ 28 أكتوبر، واستمرت حالته في التراجع وتوفي في 2 نوفمبر. والحالة الثالثة فتعود إلى ابن المريض الثاني وعمره 16 سنة، وقد شكا في 3 نوفمبر من أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا، وتم قبوله في المستشفى وشخص له التهاب رئة، وأعطي العلاج اللازم بالمضادات الحيوية، وتحسنت حالته وخرج من المستشفى. وفي الرابع من نوفمبر بدأت الأعراض لدى الحالة الرابعة، وهو شقيق المريض الثاني وابن المريض الأول وعمره 31 سنة، شكا من حمى وتعرق ليلي، وتم قبوله بالمستشفى وشخص له التهاب رئة، وأعطي العلاج اللازم بالمضادات الحيوية، وتم خروجه في وقت لاحق. وكانت الأعراض متشابهة في بداية المرض لدى الجميع، إذ شكوا من ارتفاع بدرجة الحرارة ووهن، وتبعه السعال ثم ألم عضلي وصداع، وفيما بعد اختلفت الأعراض، إذ شكا المريض الثاني والرابع من سعال منتج لقشع مُدمٍ. واحتاج المريضان الأول والثاني للعناية المركزة، والتنفس الاصطناعي، ولم يستطيعا مقاومة المرض وتوفيا. وتم تأكيد الإصابة بفيروس "كورونا" مخبرياً لدى ثلاث حالات (الأولى والثانية والرابعة)، أما المريض الثالث فقد تم الشك بوجود الإصابة بهذا الفيروس من الأعراض التي تتوافق مع تعريف منظمة الصحة العالمية. وفي هذا الصدد، فسر الباحثون هذا التجمع العائلي للحالات بأن المريض الأول كان مصدر العدوى الذي نقل العدوى لولديه، ويعتقد أن المريض الثالث التقط العدوى من والده "الحالة الثانية". ووفقاً للباحثين، فإن الحالات المرضية الأربع حصلت في عائلة كبيرة تتألف من 28 شخصاً، وهناك تعامل يومي بين أفرادها. ولم يسجل وجود تلامس مباشر مع الحيوانات، كما لا يوجد حيوان أليف في المنزل، والالتماس الوحيد مع الحيوانات كان عندما حضر المريض الرابع تجمعاً لنحر جمل، هذا ولم يغادر أحد منهم مدينة الرياض قبل ثلاثة أشهر من المرض. كما لم تسجل أي إصابة بعد ذلك لدى أي من أفراد العائلة حتى لدى زوجات المصابين وأبنائهم، كما لم تسجل أي إصابة لدى الطاقم الطبي الذي عالجهم والذي بلغ تعداده 124 شخصاً. ومما سبق خلص الباحثون إلى أن العدوى بين أفراد العائلة بفيروس "كورونا" ممكنة، ولكنها ضعيفة حتى عند من لديهم تواصل لصيق مع المرضى.