خلال الثلاثين سنة الماضية، لم يشهد العراق ثورة عمرانية كتلك الموجودة هذه الأيام، فالحكومة العراقية تسعى لتحويل بغداد التي دمرتها الحرب إلى مدينة عالمية للأحلام. إلا أن إطلاق مثل هذه المشاريع وغيرها يتطلب مجابهة عدو صامت وخفي هو الألغام الأرضية، فالعراق يعد واحداً من أكثر الدول التي تنتشر فيها الألغام، إذ إنها تكثر على الحدود مع إيران، وقرب حقول النفط بالجنوب. فقبل عدة سنوات، لم تسمح العائلات العراقية لأطفالها باللعب في الشوارع التي تشهد الآن ثورة عمرانية واسعة، بسبب كثرة هذه الألغام الأرضية. ويتذكر أحمد كامل الوقت الذي كان يلعب فيه كرة القدم وقذفها أحد أصدقائه بعيداً ثم ذهب لجلبها، لينفجر فيه لغم أرضي ويصاب بجروح خطيرة. علي الدباغ، المتحدث باسم الحكومة العراقية، والمشارك في إطلاق مبادرة وطنية لتخليص البلاد من الألغام، يؤكد أن هذه الأجسام هي عدو نائم. ويضيف بالقول: " نتوقع وجود نحو 20 مليون لغم في أنحاء العراق، وهذه مشكلة كبيرة على المجتمع الدولي مساعدتنا حتى نتغلب عليها." فوفقاً لتقرير أصدرته الأممالمتحدة، يتطلب البحث عن هذه الألغام نحو 19 ألف عامل، وهو رقم أعلى بستين مرة من عدد العمال المتوافر حالياً، كما أن هذه المهمة تستلزم عشر سنوات للتخلص من جميع الألغام. وتقول الأممالمتحدة إن التخلص من التلوث الذي تشهده معظم المحافظات العراقية يعد واحداً من أهم الأهداف التي تسبق عمليات التطوير والإنماء الداخلي.