أكد معاون المدير العام لدائرة الألغام التابعة لوزارة البيئة العراقية اكتشاف الفرق الفنية المكلفة مسح ثلاث محافظات حقلاً كبيراً مساحته 19 كلم مربع في بادية السماوة على مقربة من الحدود السعودية. وتابع خالد رشاد جبار في حديث إلى «الحياة» أن «وزارة البيئة بالتنسيق مع منظمات الأممالمتحدة المتخصصة في مجال مخاطر الألغام وإزالتها ووزارتي الداخلية والدفاع ومنظمة المحاربين القدامى الأميركية ونظيراتها العراقية، تعمل حالياً على مشروع استراتيجي لمسح كل محافظات العراق لتقليص المساحات الملوثة». وتابع أن «الفرق تعمل حالياً في ثلاث محافظات هي البصرة وذي قار والمثنى، وتمكنت لغاية الآن من مسح 63 في المئة من أراضي ذي قار و70 في المئة من أراضي البصرة وأقل من ذلك للمثنى التي كان يعتقد أنها من اقل المناطق تلوثاً لكونها بعيدة من مناطق النزاعات إبان حكم النظام السابق». وزاد أن «النتائج جاءت عكس التوقعات فاكتشفنا أن السماوة تضم مناطق ملوثة بدرجة خطيرة منها حقل مساحته 19 كيلومتراً مربعاً قرب الحدود السعودية». وتابع «إن تركيزنا الآن على المحافظات التي تشهد جذباً استثمارياً وتقف الألغام حائلاً أمام هذه التوجهات، وهنا اخترنا المحافظات المذكورة وحققنا نتائج طيبة ستنتهي نهاية العام الجاري لننتقل إلى محافظات أخرى». وأكد أن «الفرق الفنية تمكنت من تقليص المساحات الموبوءة في محافظة ذي قار بنسبة 95.5 في المئة وهذا يعني أننا طهرنا 93 مليون متر مربع وبقيت فقط 4 ملايين، وكانت هذه الأرقام مسجلة ضمن خريطة المناطق الموبوءة، لكننا اكتشفنا وجود 88 مليون متر مربع جديدة فيها ألغام ونعدها اخطر من الأولى كونها غير معلومة سابقاً». وأوضح أن «الفرق وبإسناد الأممالمتحدة والأجهزة الأمنية تعتمد على المسوحات الالكترونية الحديثة لإزالة الألغام». وانضم العراق إلى اتفاقية أوتاوا لتحريم صنع وتجارة ونقل وتخزين الألغام التي يشارك فيها 158 بلداً. وقال موفق الخفاجي، عضو التحالف الدولي ضد الألغام ل «الحياة» إن «العراق شارك في اجتماعات جنيف وقدم تقريراً متكاملاً عن انجازاته في ما يتعلق بإزالة الألغام والاهتمام بشريحة ضحاياها». ويقول خبراء في وزارة البيئة كلفة زراعة الألغام في العراق منذ عقد السبعينات حتى 2003 بلغت بليون دولار، بينما توقع مختصون آخرون أن إزالتها تحتاج إلى 12 بليون أخرى. وفي تقارير الأممالمتحدة أن هناك أكثر من 25 مليون لغم تتوزع على كامل خريطة العراق تتطلب ازالتها سنوات طويلة وأموال طائلة. واحتفل العراق قبل أسابيع باليوم العالمي للوقاية من مخاطر الألغام، حيث تم تسليط الضوء على أنه يعد من أكثر بلدان العالم تضرراً. مدير الإعلام في دائرة الألغام هاشم الزبيدي قال ل «الحياة» إن «هذه الكميات الهائلة من الألغام زرعت خلال سنوات الحرب مع ايران تلتها حرب الخليج الأولى والثانية، وهنا أعداد ضخمة من المقذوفات غير المنفلقة. وأوضح أن الدائرة «تعاقدت مع 22 شركة متخصصة بإزالة الألغام فوضت بشكل قانوني بعمليات المسح والإزالة بالتنسيق مع جهات مساندة أخرى بخاصة وزارة الدفاع التي يقع على عاتقها مهمة إزالة الألغام أيضاً».