أكد الداعية الكويتي الدكتور محمد العوضي أنه لا يوجد فاصل بين التيارين الليبرالي والعلماني من جانب والفكر الإلحادي من جانب آخر، وذلك خلال اللقاء المفتوح على هامش ندوة "تهافت الفكر الإلحادي" الذي اختُتم أمس في الرياض. وقال ل"سبق" ردًّا على سؤال حول العلاقة بينها: "من صالح الليبرالية والعلمانية أن ينتشر ضعف الدين، وينتشر الإلحاد؛ لأن هذا يزيد عددهم، ويفكك الأصل، وهو وحدة الدين، وهدفهم جميعاً إذابة جمعة المسلمين، وكلا التيارين يصب في حوض الفكر الإلحادي".
وأضاف "أصحاب هذا الفكر يعملون إما بجهل، أو ردة فعل، أو قصد وتخطيط، وبعض المثقفين العرب يرتبط بسفارات دول، ألم تقرأ رواية (زوار السفارات)؟ وهم نماذج تبحث دائماً عن المناظرات".
وكشف "العوضي" عن كيفية حماية الجيل الجديد من خزعبلات الملحدين قائلاً: "يكون ذلك إذا طُرح الإسلام طرحاً واقعياً عملياً، وتم الانتقال بالمسلم من القناعة الشعورية الوراثية التقليدية إلى القناعة العقلية البرهانية؛ فلا يمكن أن تتحقق الحماية إذا كان هناك فاصل نفسي واجتماعي بين الابن ووالديه، وبين التلميذ ومعلميه، أو الإنسان وأقرب الناس إليه".
وأضاف "لا بد أن نفتح الحوار ونشجع الأبناء، ونراقب أفكارهم التي قد تتحول إلى سب الدين والعقيدة، ونطلب من الشاب أن يعطي ما في نفسه، ويتجرأ في مصارحة أحب الناس إليه، وما يعتلج في نفسه من شبهات وشكوك والتباسات دينية".
وتابع "يجب علينا أن نتقبل هذا الانفتاح؛ فالبيئة والزمان يختلفان، ونبحث عن الحل والمخرج لإيقاف هذا الفكر؛ فمثل هذا المشروع الكبير مشروع رجل الأعمال الشيخ موسى بن عبدالعزيز الموسى - جزاه الله خيراً هو ومن قام على هذا العمل - هو الحل، أما قضية شيخ يفتي هنا وقناة تعرض برنامجاً هناك فهذا فقط يعطيك حلاً وقتياً".
ووصف "العوضي" الحراك الإلحادي ب"الغامض" في مجمله، مشيراً إلى أن ظهوره عبر وسائل التواصل منه المكشوف، ومنه الغامض، ومنه المدعي؛ لأنهم في الخليج يرتدون الأقنعة، ولا نصدقهم، وهناك عملية تضليل. مبيناً أن أحد أصدقائه تعرض لهجوم من هاكر ملحد، ادعى أنه من مكة، وتبيّن أنه من كنيسة قبطية.
وأرجع العوضي الخطر إلى "الشبكات التي تكونت في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا مكمن الخوف، أن يتحول الاستشكال الذهني في الدين إلى منظمات ومجموعات، وفي هذه الحالة ابحث عن المحرك لهم، سواء كان غامضاً أو غيره".
