أفرجت السلطات الأمنية في مصر عن محمد عمر عبدالرحمن، نجل الشيخ عمر عبدالرحمن، أمير الجماعة الإسلامية المحبوس في سجون الولاياتالمتحدة منذ 1993. وقالت صحيفة "اليوم السابع" إنه تم الإفراج عن محمد الملقب ب"أسد الله" من سجن طرة دون شروط، وانتقل إلى أسرته بعد أكثر من خمس سنوات من الاعتقال في السجون المصرية، وأربعة أعوام من الاعتقال في قاعدة باجرام العسكرية الأمريكية في أفغانستان. واعتبرت الجماعة الإسلامية الإفراج عن النجل الأكبر للشيخ عمر اتجاهاً إيجابياً وتصرفاً محموداً للسلطات المصرية يُمهّد لخطوات أخرى في ملف المعتقلين من الجماعة. وأوضحت الجماعة أن هذه الخطوة هي الحصاد الجيد والمثمر لمبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة قبل ثلاثة عشر عاماً. يُذكر أن محمد هو الابن الأكبر للشيخ عمر، وأكثر المقربين من والده؛ حيث انتقل معه في جميع أسفاره، وعاصر جميع أحداث أفغانستان منذ وصول زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إليها. ومحمد متزوج من ابنة "مصطفى أبو اليزيد" أحد القيادات المهمة في القاعدة في أفغانستان، الذي استُشهد مؤخراً هو وزوجته على أيدي القوات الأمريكية. وكان محمد عمر عبدالرحمن موجوداً في أفغانستان وقت الحرب الأمريكية ضد طالبان واحتلال أفغانستان، وانتقل إلى باكستان في عام 2002، وبعدها تم اعتقاله من جانب القوات الأمريكية ونقله إلى قاعدة باجرام في أفغانستان حتى عام 2006؛ حيث تم تسليمه للحكومة المصرية. واعتبرت الجماعة الإسلامية الإفراج عن "أسد" رسالة واضحة للحركة الإسلامية من جهة، ولكل مسؤول يعمل في الملفات الخاصة بالحركة الإسلامية، وللمجتمع كله، وأنها تعني الكثير، وأهم الإيجابيات أن التصالح بين الجماعة الإسلامية والدولة أضحى سياسة مستقرة ثابتة لا تتوقف على أشخاص بعينهم. وقالت إن الإفراج في هذا التوقيت رسالة لكل من يهمه أمر المبادرة، وأنها لا تخص فرداً بعينه، تحيى بحياته وتموت بموته، لكنها سياسة ثابتة للدولة التي ترى اليوم أن الجماعة الإسلامية جزء من المجتمع، وعليها أن تسعى إلى دمجها في المجتمع، وأن يكون لها دور إيجابي فيه، وأن يتوقف الصراع بينهما؛ لأنه لا يصب في مصلحة أحد، ويضر الدولة والمجتمع والإسلام والحركة الإسلامية نفسها. وربطت الجماعة بين ما يتردد عن توقف نتائج المبادرة بوفاة اللواء أحمد رأفت مسؤول ملف المبادرة بوزارة الداخلية، الذي توفي قبل أسابيع، والجهد الذي تبذله الدولة في هذا الملف. وأكدت الجماعة أن المبادرة لا تعتمد اليوم على شخص بعينه من الدولة، ولا تعتمد أيضاً على شيوخ بعينهم؛ فقد توسع نطاقها في الجماعة نفسها، وأصبح لها منظرون ومفكرون ودعاة وكتب ومواقع، بل انتقلت إلى إطارات أوسع إلى الحركات الإسلامية الأخرى في مصر وخارجها، وأصبح التصالح بين الحركات الإسلامية ودولها هو الفكرة التي ستسود في القرن القادم، وبدلاً من تكفير الحكومات وتفسيقها أو وصفها بالجاهلية أو حربها وصدامها، وبدلاً من أن تنطلق من هذه السجون دعوات الحقد والكراهية والتكفير والغلو، أصبحت تنطلق منها دعوات التصالح والتغافر والتراحم والتواد والمشاركة والمعاونة على الخير. وأكد د. ناجح إبراهيم، المتحدث باسم الجماعة والرجل الثاني بها، أن خروج "أسد الله" يدعم ما أرسته المبادرة من دعائم "فقه المراجعة" وتحويله إلى واقع عملي لا يستطيع أحد نكرانه. موجهاً الشكر إلى كل الذين ساهموا في الإفراج عنه، ومعبراً عن أمله بأن تكون بشرى للإفراج عن والده الذي يحتاج أكثر من غيره إلى هذه اللحظة من السعادة بعد طول حزن. مطالباً بأن يفعلها بارك أوباما الرئيس الأمريكي، ويتخذ قرار الإفراج عن الشيخ عمر. معتبراً أنه قرار سيفيد أمريكا قبل غيرها، وسيكون بداية لتحسين العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي وكذلك الحركات الإسلامية.