عملت «الحياة» أن قيادات «الجماعة الإسلامية» خارج السجون في مصر نقلت تطمينات إلى قادة الجماعة المسجونين بأن الدولة ملتزمة النهج السلمي في تعاملها معهم، وذلك خلال حفل إفطار رمضاني ضم قيادات الجماعة داخل السجون وخارجها واستضافه سجن مزرعة طرة في القاهرة قبل أيام. وحضر الإفطار مجلس شورى الجماعة بالكامل حتى من هم موقوفون في سجون أخرى. وأفادت مصادر مطلعة أن قيادات الجماعة أكدت استمرار نهج مبادرة وقف العنف التي تم إطلاقها قبل أكثر من عشر سنوات وأن السلطات متمسكة بالمبادرة أيضاً. وأوضحت أن قيادات الجماعة في الخارج أرادت تأكيد هذا الأمر بعد وفاة نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة اللواء أحمد رأفت الذي يعرف بأنه «مهندس مبادرة وقف العنف». وقالت إن الإفطار السنوي لقيادات الجماعة عادة أرساها اللواء أحمد رأفت وحرصت وزارة الداخلية على إتمامها هذا العام للتأكيد أن «سياسة دمج أبناء الجماعة في المجتمع تتبناها الدولة كمؤسسات لا أفراد». وأشارت إلى أن إفطار هذا العام حضره أكثر من 50 من قيادات الجماعة من بينهم رئيس مجلس شورى الخارج الشيخ رفاعي طه المحكوم بالإعدام وقائد الجناح العسكري للجماعة في الداخل - بحسب وصف السلطات - الشيخ عبد الحميد أبو عقرب الذي سلّم نفسه للسلطات وأعيدت محاكمته قبل أسابيع وثبتت المحكمة حكمين بإعدامه. كذلك حضر قائد الجناح العسكري في الخارج مصطفى حمزة المحكوم بالإعدام، وممدوح علي يوسف والدكتور صفوت عبدالغني وحسن خليفة المحكومون بالإعدام. كما حضره أيضاً من قادة الجماعة أبو بكر عثمان وهشام عبدالظاهر ومحمد تيسير وحمدي كامل ورفعت حسن. ومن قادة الجماعة خارج السجون الشيوخ كرم زهدي وناجح إبراهيم وعصام دربالة. ولفتت المصادر إلى أن محمد أمين عضو الجماعة الذي أطلق نداء المبادرة في المحكمة حضر الإفطار في دلالة رمزية على تمسك الجماعة وأبنائها بها، كما حضره نجل أمير الجماعة محمد عمر عبدالرحمن الذي أفرج عنه قبل أيام. وقالت المصادر إن قيادات الجماعة خارج السجون استشعروا قلق المحكومين بالإعدام من قادة الجماعة، وعددهم 12، بعد وفاة اللواء أحمد رأفت، كما أن أصحاب المؤبدات بدوا قلقين أيضاً «لكن قادة الجماعة في الخارج أكدوا خلال الإفطار أن سياسة الدولة في التعامل مع أبناء الجماعة الإسلامية بعد المبادرة مستمرة، وأن المبادرة لا يحملها فرد من الدولة أو الجماعة ولكن يرعاها شيوخ الجماعة من ناحية ومؤسسات الدولة من ناحية أخرى». وأضافت: «زف قادة الجماعة خارج السجون للمسجونين بشرى إطلاق نجل الشيخ عمر عبد الرحمن قريباً (وهو ما تم قبل أيام)، كما بشرناهم بأن أصحاب المؤبدات سيطلقون في مواعيدهم بعد 20 عاماً وليس 25 ولن يتم تمديد فترة سجنهم بقرارات اعتقال (...) وهذا دليل على استمرار نهج الدولة السلمي». في غضون ذلك، اتهم نجل أمير الجماعة محمد عمر عبد الرحمن السلطات الأميركية بتعذيبه أثناء فترة احتجازه بين عامي 2002 و 2005 في قاعدة باغرام داخل أفغانستان. وقال لموقع الجماعة الإسلامية: «كل ما نسمعه عن احترام حقوق الإنسان في السجون الأميركية هراء لا أصل له، فأدنى الحقوق الآدمية لا يعطونها للمعتقلين»، مضيفاً: «كان هناك تعذيب بدني مروع وبشع، وطرق التعذيب تنوعت». وروى عن صنوف متعددة لتعذيب المعتقلين منها أن يعلق السجين من يديه في ماسورة مرتفعة وتبقى رجله على الأرض لأيام عدة وتجريده من ملابسه وسكب الماء المثلج فوق رأسه وجسده والضرب بوسائل متنوعة. 11 قتيلاً من الأمن المركزي على صعيد آخر (رويترز) قالت مصادر في وزارة الداخلية المصرية إن أحد عشر مجنداً قتلوا أمس وثلاثة آخرين أصيبوا في حريق شب بمعسكر لقوات مكافحة الشغب شمال القاهرة. وقال مصدر إن الحريق اندلع في الساعة السادسة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي وقت نوم المجندين ما تسبب في ارتفاع عدد القتلى. وأضاف أن تماساً كهربائياً تسبب في الحريق. وقع الحادث في منطقة المرج بمحافظة القليوبية المجاورة للعاصمة من الشمال. ويخدم مئات الألوف من المجندين في قوات الأمن المركزي التي تستخدم في تأمين المنشآت العامة وتأمين وفض التظاهرات ولها معسكرات في مختلف انحاء البلاد.