ربما يكون العام 2009 عام الحسم لتنظيم القاعدة كما يقول مصطفى أبو اليزيد المسؤول في التنظيم ، لكن أي حسم يمكن أن يكون في هذا العام وفي صالح أي طرف؟! فأبو اليزيد وتنظيم القاعدة يرى أن في هذا العام بوادر يمكن أن تصب في صالح التنظيم وصراعه مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والحكومات حيث يرى أبو اليزيد أن هذا العام سيكون "عام فتوحات وانتصارات للإمارة الإسلامية في أفغانستان واندحار للقوات الأمريكية" في ظل أوضاع متوترة في باكستان وصراع على نفوذ منطقة سوات التي تتمركز فيها قوات موالية للطالبان وتقدم يصب في صالح التنظيم يمكن أن يرجح كفة القاعدة ويجعلها متفائلة بعام يكون في صالحها! إلا أن الخطة التي وضعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما للقضاء على تنظيم القاعدة في أفغانستان من خلال استراتيجية جديدة تقتضي إرسال المزيد من القوات العسكرية والخبراء المدنيين، بالإضافة إلى الدعم المالي في محاولة لردع طالبان والقاعدة لعامين قادمين، ثم تخفيض الدور الأميركي في أفغانستان بشكل تدريجي. وبذلك يمكن أن يكون نهاية العام 2009 حاسما للأفغان وعلاقتهم بالتنظيم. ومن خلال نظرة خارجية نجد أن هناك انحسارا ملحوظا لفكر التنظيم وعمله المسلح في مناطق كانت تشكل النفوذ الأكبر للقاعدة في العالم ففي المغرب أشارت التقارير إلى لقاء جرى مؤخراً بين مسؤولين أمنيين وكل من: الشيخ محمد الفيزازي - أحد كبار شيوخ السلفية المحكوم ب30 سنة سجناً - وحسن الخطاب زعيم خلية "أنصار المهدي" الموجود في سجن القنيطرة.. وذلك استئنافا لسلسلة لقاءات تجمدت بعد اللقاء الأخير مع حسن الخطاب الذي تكلف نيابة عن المعتقلين الإسلاميين التابعين لتيار السلفية الجهادية بأن يبلغ النيابة العامة بمبادرة "المناصحة والمصالحة".. وهي المبادرة التي تعهد أصحابها " بعدم تكفير المجتمع والمسلمين بغير موجب شرعي".. وفرضت مقترحاتها على كل من ثبت تورطه في أعمال عنف أو قتل تقديم اعتذار. وفي الجزائر أعلن حسان حطاب، مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، عن إطلاق موقع جديد على شبكة الإنترنت؛ لإقناع عناصر ما يعرف ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بإلقاء السلاح بالإضافة إلى حوارات متتالية يقوم بها شيوخ من الجزائر والسعودية لإقناع الشباب هناك بإلقاء السلاح والعودة عن فكر التكفير الذي تتبناه القاعدة، أما في السعودية فسجل العام 2009 أقل الأعوام أحداثاً واعتقالات وتجنيداً للتنظيم نتيجة عوامل كثيرة كان أبرزها الجانب الفكري الذي تبنته السعودية في تحجيم دور القاعدة. في اليمن والصومال يتشكل أمل التنظيم في استعادة قوته نتيجة الأوضاع السياسية المضطربة بالإضافة إلى الأوضاع المادية السيئة فحركات التمرد في اليمن تشكل استنزافاً لوحدات الأمن التي تطارد التنظيم ما يعطي التنظيم مجالا لإعادة ترتيب صفوفه واستراتيجياته، والتي وبرغم الوضع العام الجيد في اليمن إلا أن التنظيم هناك يعاني من قلة الأتباع. أما الصومال فهي المحطة القادمة للتنظيم لاسيما إذا استمرت الأوضاع الأمنية فيها على هذه الهشاشة، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار نجاح القوات الأمريكيةوالباكستانية والأفغانية في التضييق على تحركات القاعدة، مع ضخ أموال تصب في التنمية والصحة في أفغانستان وهو ما يعني التضييق على القاعدة واستقطاب معتدلي طالبان، وخروج بعض أتباع تنظيم القاعدة إلى الصومال لإدارة الصراع القائم. إذا فنهاية العام 2009 يمكن ان تكون فترة الحسم لتنظيم القاعدة وتحديد عمره الزمني المتبقي على الأرض ومهما كانت المؤشرات فإن التنظيم قادر على قراءة الفرص والتأقلم مع الأوضاع الجديدة للبقاء لفترة أطول.