نظّمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الموريتانية مؤخراً مسابقة لاختيار خمسمائة إمام بعد أن كان يتم اختيارهم من قِبل زعامات أو جماعات دينية.ويقول وكيل وزارة الأوقاف الموريتانية الشيخ ولد اعل: إن المسابقة حققت أكثر مما كان مرجوّاً منها، وهو الحد من ظاهرة الغلو والتطرف. ويضيف ولد اعل أن دور الأئمة ليس الإمامة وحدها بل توعية المجتمع قبل كل شيء. مشيرا إلى أن الشباب الموريتاني يتأثر بشكل كبير بأفكار هؤلاء الأئمة. وشهدت موريتانيا خلال السنوات الأخيرة تعالي عدد من الأصوات الداعية إلى الإسلام الوسطي، إلى جانب المشاركة الفعّالة في الحوار بين الأديان والحوار الروحي بين جهابذة العلماء والسلفيين المسجونين.ودفع ذلك الحكومة إلى وضع مقاييس صارمة للمرشحين للمسابقة، كأن يكون المتنافس حافظاً لما لا يقل عن ربع القرآن. ويقول الشيخ سيد بوي ولد الشيخ حسن، وهو إمام وخطيب: "إنّ الفكرة رائعة، وكان يجب أن تُنفّذ من قبل". داعياً إلى تقدم المزيد من الأئمة الشباب للمنافسة.يُذكر أنه لم تكن للأئمة رواتب من قبل، وبموجب قانون جديد سيحصلون على خمسين ألف أوقية، أي ما يقارب 200 دولار، إلى جانب المساعدات الغذائية. لكن بعض المراقبين يعتقدون أن هذه الخطوة ربما تكون البداية للسيطرة على المساجد بقبضة من حديد وتوجيهها حسب خطة مرسومة سلفاً.ويرى الكاتب الصحفي سيد محمد ولد يونس أن كل هذه الإجراءات إنما هي تمهيد لتوحيد خطبة الجمعة وإحكام السيطرة على المساجد التي كانت أهم منبر لنشر الأفكار السلفية، حسب وصفه. ويعتمد أئمة المساجد في موريتانيا أساساً على تبرعات المواطنين والمنظمات الدينية الوطنية والدولية.