استفاق أهالي محافظة السليل، صباح الأربعاء الماضي، على هدير مياه السيول التي تداهم المنازل، وتملأ الشوارع، وتسقط أعمدة الكهرباء؛ ما جعل الأهالي يعتلون أسطح المنازل خوفاً من السيول، وخاصة سكان مركز تمرة التابع للمحافظة. وقد تسبب انسداد العبارات وعدم تصريفها للمياه في تغيير مجرى السليل، وتحويله إلى منازلهم، وجعلهم في حيرة من أمرهم، فيما لا يزال الخوف يراود الأهالي كل يوم خشية من تكرار الوضع، وقد تكون الخسائر أكبر إذا لم يتم تدارك الأمر من الجهات المختصة، خاصة أن العبارات صممت على اتجاه عدد من الأودية، وأغلقت الحشائش التي جرفتها السيول فوهاتها مباشرة، ما أدى إلى ارتداد الماء إلى سكان مركز تمرة، وخاصة حي آل شارع وحي القويتي.
وقال الأهالي: إن مما زاد الأمر سوءاً قيام بلدية السليل بوضع حاجز خرساني لدرء السيول غير متصل ببعض، وبآلية غير محكمة.
وطالب الأهالي محافظ السليل بالتدخل العاجل للنظر في خطر هذه العبارات الضيقة التي تسهم في تحويل مجاري السليل إلى السكان، بالإضافة إلى وضع درء أخطار السيول التي نفذت بطريقة عشوائية.
وتابعوا أن البلدية والمجلس البلدي لم يتحركا تحركات فعلية من قبل السيول، ولا نعلم هل ينتظرون الكوارث – لا قدر الله – ثم يتحركون! مشيرين إلى أنه إذا ترك الوضع بهذا الشكل فهو ينذر بخطر أكبر في ظل التوقعات بهطول أمطار غزيرة مقبلة.
من جهته، انتقد عضو المجلس البلدي ببلدية محافظ السليل ماجد الحابي، توجيهات أمانة منطقة الرياض بسحب المضخات، وإعادتها قبل الانتهاء من العمل المناط بها لسحب المياه من الأماكن المأهولة بالسكان، متسائلاً بقوله: "هل أرسلت لكي توثق بالصور التذكارية أم لماذا أُرسلت؟" مطالباً بإبقائها في المحافظة لحين انتهاء الحاجة منها.
كما انتقد الغياب الكلي لوزارة النقل، وعدم تفاعلها على الرغم من الحاجة الماسة لوجودها في مثل هذه الظروف.
وقال "الحابي" رداً على انتقاد الأهالي لعدم وجود المجلس البلدي: "تقوم الآن لجنة الطوارئ المكونة برئاسة المحافظة مساعد الماضي، بجهود لمحاولة تخفيف الأضرار الناجمة عن السيول التي تعرضت لها المحافظة والمراكز التابعة لها، بالإضافة إلى تكوين فرق مخصصة لإصلاح الطرق ومتابعة العبارات والتأكد من نظافتها، علاوة على إشعار إدارة التربية والتعليم بسرعة الكشف على مباني المدارس؛ للتأكد من جاهزيتها لاستقبال الطلاب والطالبات يوم السبت المقبل".