كلما أفاق ذاك المريض من لسعات وجعه فوجئ بكيات النار تزيده ألماً.. هذا ما ينطبق على بقايا آمال الأهالي بمحافظة بارق وخاصة بعد قرار وزير الصحة الأخير باعتماد أربعة مستشفيات بعسير وسقوط مستشفى محافظة بارق منها. "سبق" تلقت العديد من الشكاوى حيال هذا التلاعب ومحاولة إقصاء ومصادرة مطالب السكان في هذه المحافظة الناشئة بالرغم من تسوية الأرض وتسليمها لمديرية الشئون الصحية بعسير والتي تتحجج بالأولوية في محاور خطابتها وردودها على وسائل الإعلام المختلفة.
في البداية قال المواطن حسين علي حمزة البارقي: "مدير الشئون الصحية بعسير سابقاً عبدالله الوادعي خلال مقابلته للأمير خالد الفيصل في زيارة رسمية لتهامة عسير وسؤاله عن اعتماد مستشفى بارق أجابه بأنه في "الأولوية".. أين هي عصا الأولوية فنكسر شؤمنا منها أو نقذف بها بعيداً، ولكن لا نقول إلا حسبنا ونعم الوكيل".
وأشار إلى أن وكيل وزير الصحة لشؤون المستشفيات الحواس لم يعر منطقة تهامة عسير ومستشفياتها أدنى اهتمام، بل تجاهلها مكتفياً بزيارة مستشفيات السراة، وكأنها دليل على تنامي الخدمة هناك واستغنائه وتميزها، على حد قوله، متابعاً: "أو أننا لسنا في وطن واحد ومن حقنا أن نُزار، وأن تلبى مطالبنا كغيرنا في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الحريص على راحة المواطن".
كذلك تحدث شيخ قبيلة المهاملة عبدالله عبدالرحمن البارقي قائلاً: إن انطباعاتهم عن تعذّر اعتماد مستشفى بارق كانت مخيبة للآمال، وأشار إلى أمير منطقة عسير بذل قصارى جهده مع وزارة الصحة، واستدرك بقوله: "إننا لم ولن نفقد الأمل ولن يضيع حق وراءه مطالبون، وسنقوم بإجراءات عديدة حتى يتحقق هذا الحلم منذ 40 عاماً مضت"، وأضاف أن حكومة خادم الحرمين الشريفين أعزها الله أبوابها مفتوحة ومشرعة لتلبية مطالب المواطنين.
كما قال المواطن شظيف البارقي: "إذا صدرت الميزانية باعتماد مستشفيات بعسير وسقط مستشفى بارق، فلن يثنينا ذلك عن الاستمرار في المطالبة، وتابع بقوله: "سنطرق أبواب المسئولين بداية من محافظة بارق وصولاً إلى المقام السامي، وسنعرف من يقف خلف عدم إدراج مستشفى بارق"، موضحاً أن هناك معاملات منذ العام 1385ه بشأن هذا المستشفى الحلم.
ومن جانبها ردت صحة عسير عبر الناطق الإعلامي سعيد عبدالله النقير الذي أوضح أن دراسة أولويات منطقة عسير فيما يخص إنشاء المستشفيات تأتي وفقاً للمعايير المعتمدة من مقام الوزارة، ومن أهمها التعداد السكاني والمساحة السكانية التي يغطيها المستشفى المراد استحداثه وأقرب مستشفى قائم أو معتمد يخدم تلك المنطقة حيث تم الانتهاء من الدراسة والرفع بها لمقام الإمارة.
وأضاف أنه تمت دراسة الأولويات، واعتمدت من قبل مجلس المنطقة؛ ومن ثم تم الرفع بها في الميزانية، مبيناً أنه فيما يتعلق بمستشفى بارق فهو من أولويات المنطقة حالياً بعد المكرمة الملكية الأخيرة والقاضية بإنشاء أربعة مستشفيات جديدة لمنطقة عسير بسعة 1200 سرير.
وختم حديثه بأن مستشفى بارق قفز ليكون في أول قائمة المستشفيات التي تحتاجها المنطقة والمرفوعة بميزانية صحة عسير لهذا العام، ونأمل أن يعتمد العام القادم بإذن الله.