40 عاما من الانتظار، لم تكن كافية لتحقيق رغبة 50 ألف نسمة بمركز بارق التابع لمنطقة عسير، ليروا المستشفى الحكومي المعتمد من وزارة الصحة قد خرج إلى النور، للعلاج فيه موفرا عليهم عناء ومشقة الاتجاه لمستشفيات المنطقة والمحافظات التابعة لها، ولينهي قصص الوعود التي ظلت وهمية عن البدء في إنشائه . وروى عدد من مواطني بارق، قصصا تحكي بأن المشروع مدرج ضمن الموازنة ويصرف له سنويا كمركز تشخيص وولادة، وهو غير موجود. حكاية توارثها الأبناء وتبرز قصة المستشفى كحكاية توارثها أبناء بارق طيلة العقود الأربعة الماضية، رغم أنه سجل في الموازنة أكثر من مرة، ويعلن عن البدء في الإنشاء مرات عدة، بيد أنه دون تنفيذ. وقال عبدالرحمن حسن عاطف "رغم كل التسهيلات التي قام بها أهالي بارق من توفير أراض وإصلاحها وتسويتها واستعدادهم بكل شيء يطلب منهم، إلا أن الوزارة لم تلتفت لهذه المطالب المشروعة". وأضاف "كم من امرأة أتاها المخاض في طريق الوصول إلى أقرب مستشفى في المجاردة أو محايل عسير، فكان مصيرها الولادة في الطريق أو على ضفاف الأودية أو أن تصل مسجاة بالغطاء الأبيض وقد فارقت الحياة وجنينها، فيثبت زوجها وفاتها بدلا من أن يسجل حالة ولادة ابن له ليستلم جثمانيهما". ويذهب محمد علي البارقي إلى أن مستشفى بارق حكاية قديمة، ويسرد خطوات تمت في ذات الصدد فيما مضى قائلا: "منذ عدة سنوات أدرج مستشفى لبارق بسعة 30 سريرا ضمن مستشفيات منطقة عسير بموجب خطاب الدكتور يوسف الهاجري الصادر بتاريخ 25 /1 /1385، وفي عام 1405 وصلت لجنة من وزارة الصحة لمعاينة الأرض المزمع إقامة المستشفى عليها ولغرض إثبات ملكيتها شرعا لصالح الوزارة، وقد أخرج صك شرعي تحت رقم 191 في 16/ 5/ 1405 صادر من محكمة بارق وسلم لها الصك في حينه". وبين البارقي أن الأهالي استمروا في مراجعة وزارة الصحة، وسط وعود تلو الأخرى، لم يتحقق منها شيء حتى اليوم. مستشفى على الورق في المقابل، أكد عبدالله محمد البارقي أن أهالي بارق اكتشفوا أن لديهم مستشفى أو على الأصح "مركز تشخيص وولادة" تصرف موازنته سنويا، ومسند إلى طاقم طبي وإداري، ليس على الواقع، بل على الورق، وقال البارقي: "إننا لم نجد من يجيب عن السؤال: أين تذهب موازنة هذا المستشفى طوال عشرات السنين الماضية؟، وأين كادره الذي شغل وظائف الصحة؟". وأيد الشاب خالد البارقي قدم اعتماد المستشفى منذ زمن بعيد، وإدراجه في الموازنة عدة مرات، وإعلان البدء في إنشائه أكثر من مرة، لافتا إلى أن ذلك دفعهم إلى إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" للمطالبة بإنشاء المستشفى بعنوان "نداء إلى معالي وزير الصحة.. إنشاء مستشفى بارق العام وحلم الأهالي". يذكر أن مدير إدارة الإعلام الصحي والعلاقات العامة بصحة عسير سعيد بن عبدالله النقير، ذكر في رد سابق عن وضع مستشفى بارق، أنه يقع على قائمة أولوية المشاريع الصحية المطلوبة للمنطقة، وذلك بسعة 100 سرير.