لم تذق الطفلة المصرية ريهام عبداللطيف حسين، الطعام أو الشراب منذ عامين، ورغم ذلك تعيش حياتها بشكل طبيعي، بل وزاد وزنها من 23 كيلوجراماً حينما بدأت الامتناع عن الطعام إلى 27 كيلوجراماً في الوقت الحالي، كما أن الفحوص والتحاليل الطبية أثبتت أن جميع أعضائها سليمة، وحالتها الصحية جيدة. وقالت صحيفة "البيان" الإماراتية: تعيش ريهام (14 عاماً) في إحدى قرى مركز كفر صقر التابع لمحافظة الشرقية، على بعد 120 كيلومتراً شمال شرق القاهرة، وكانت تمارس حياتها بشكل عادي، فتأكل وتشرب، لكن منذ عامين، وتحديداً في رمضان قبل الماضي، أصيبت بحساسية في الصدر. وتقول ريهام: "الأطباء اعتبروا الأمر عادياً يستلزم علاجاً لأيام حتى أشفى بإذن الله، لكن الأمور لم تسر كذلك، إذ كانت المفاجأة هي عجزي التام عن تناول أي قرص من أقراص العلاج الذي قرره الأطباء، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل فوجئت كما فوجئت أسرتي والأطباء بعجزي التام عن تناول أي طعام". تضيف ريهام: "حينما حاول الأطباء إعطائي العلاج وريدياً تورمت يداي، فقرروا إيقافه، وأصيبت أسرتي بالهلع، واحتار الأطباء، واعتقد الجميع أنني مشرفة على الهلاك، لكنني لم أكن أشعر بأي شيء من ذلك، بل كنت أشعر بأنني طبيعية للغاية". وتواصل ريهام: أحد الأقارب أشار على والدي بضرورة عرضي على أحد المشعوذين بعدما احتار الأطباء في تشخيص حالتي، ولم يجد والدي، رغم استنكاره للفكرة في البداية، سوى الخضوع لنصيحة قريبه. وقالت: وبالفعل ذهب بي إلى أحد أشهر الرجال المعروفين في المحافظة، لكنه فشل في التوصل إلى حقيقة ما أعانيه، وقلت له إنني لا أشعر بأي نوع من المعاناة بسبب عدم تناولي الطعام، خلافاً لما كان يعتقد الجميع. وهنا يتدخل والدها في الحديث، موضحاً أنه لم يتوقف عن عرض ابنته على كل من يعتقد أن عنده علاجاً، فقد التقى إمام المسجد المجاور لمنزلهم، الذي سجد لله حينما علم بقصتها، خاصة أنها لم تتوقف – كعادتها - عن التردد على المسجد لحفظ الورد اليومي من القرآن الكريم، مشيراً إلى أنها طبيعية جداً، سواء في الحفظ والتلاوة، أو في أداء جميع الصلوات في المسجد، باستثناء صلاة الفجر التي تصليها مع والدتها في المنزل. على الجانب الرسمي، شكَّل وزير الصحة المصري حاتم الجبلي لجنة طبية متخصصة من أطباء مستشفى أبوالريش للأطفال بالقاهرة للوقوف على حالة «ريهام» وبيان مدى صدق حالتها، أم أنها مجرد نوع من الخداع، ولا سيما أن وزنها زاد، ما يؤكد أن وزنها يزيد بمعدل طبيعي ولا يتأثر بامتناعها عن الطعام. وأكد أطباء مستشفى أبوالريش أن ريهام تم عرضها على المستشفى، وخضعت لمسح ذري من أشعة وتحاليل مختلفة، واتضح عدم وجود أي دواعٍ مرضية تحول بينها وبين تناول الطعام والشراب، ما يؤكد وجود حالة نادرة يمكن وصفها بالمعجزة الإلهية، إذ إن المفترض في مثل حالتها أن تصاب بحالة من الضمور في الكلى وتليف في الكبد، لكن جميع المؤشرات والتحاليل والمناظير والرنين المغناطيسي أثبتت أن جميع أعضائها سليمة، وحالتها الصحية جيدة ووزنها طبيعي، الأمر الذي لا يوجد له أي تفسير طبي. ويؤكد مسؤول اللجنة الطبية التي أشرفت على حالة «ريهام»، أنه حسماً للشك، تم وضع الطفلة في غرفة طبية مغلقة، خالية من أي أطعمة أو أشربة، بالإضافة إلى مراقبتها إلكترونياً على مدار الساعة، ومكثت في الغرفة ثلاثة أيام متواصلة، لكن الفتاة ظلت طوال تلك الأيام طبيعية جداً، مبتسمة، وكأنها في أفضل حالات نشاطها وحيويتها، ما زاد من حيرة الأطباء الذين أكدوا أنهم أمام حالة لا يجد الطب لها أي تفسير علمي.