ساومت مُمرضة سعودية بمُستشفى الأطفال بالطائف والد طفلة توفيت إثر إهمال منها، وذلك بعد أن أعطتها جُرعة علاج زائدة بعد أن رضعت الحليب من والدتها إبان تنويمها لديهم قبل شهرين، فيما قدمت مبلغ 10 آلاف ريال مبدئياً أو ما يريد والدها، مُقابل التنازل عن القضية المنظورة ضدها، فيما دخل طرف آخر في الضغط على والد الطفلة من أجل الحصول على التنازل وهو دكتور بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي من خلال الاتصال الذي تلقاه. وكانت المُمرضة المعنية أنكرت في بداية الأمر أثناء التحقيق الذي شرعت فيه الشؤون الصحية بالطائف ما نُسب إليها، لحين أن علمت عن وجود شهود أدلوا بأقوالهم لدى الهيئة الطبية التي أحيلت إليها القضية، حيث اعترفت رسمياً وسُجل اعترافها رسمياً لدى الهيئة، بأنها كانت قد أخذت الطفلة بعد أن كانت ترضع من والدتها الحليب وأعطتها جرعة العلاج لتدخل بعدها العناية المركزة، ومن ثم الإعلان عن وفاتها.
وقال والد الطفلة ل"سبق": "القضية ستأخذ مجراها النظامي، ولن أتنازل عن حق ابنتي نهائياً، بعد أن تم تشكيل لجنة من الهيئة الطبية وصحة الطائف ووزارة الصحة، لحين إحالتها للقاضي لإصدار الحكم الشرعي حيال القضية".
وكانت أسرة الطفلة "ليال" التي لم يتجاوز عمرها شهرين، اتهمت الفريق المشرف على حالتها بمستشفى الأطفال بالطائف، بالتسبب في وفاتها.
والطفلة "ليال بنت تركي بن عطية الحارثي" ولدت لأسرة في إحدى قرى ميسان جنوب محافظة الطائف، وأصيبت بمتاعب عادية تحدث للأطفال حديثي الولادة، وهي "نزلة معوية مع جفاف" وفقاً لتشخيص مستشفى ميسان العام الذي أحالها لمستشفى الأطفال بالطائف.
وأجريت لها الفحوصات الطبية اللازمة وتقرر تنويمها بمرافقة والدتها، وكانت الممرضات يتناوبن على الطفلة كل 4 ساعات لسحب عينات من دمها، حتى بات الأمر مستغرباً من قبل والدتها التي رأفت بحال الطفلة قبل أن ترأف الممرضات بحالها، ما دفعها لإبلاغ الطبيب ومحاولة منع الممرضات من ذلك، كونها ابنتها رضيعة ولا تتحمل ذلك السحب لدمها المتواصل دون أي التفات.
وتواصلت العملية وفقاً لتوجيهات المشرف على الحالة، حيث كان والد الطفلة تقدم بشكوى عاجلة حيال ذلك الأمر.
وأكد أن سحب الدم من طفلة لم تتجاوز شهرين من عمرها، يعد أمراً غير مقبول، وفقاً لما ذكر في شكواه التي تمت إحالتها للمتابعة دون أي رد أو منع لذلك السحب من دم الطفلة، وفي اليوم السابع من شهر ربيع الثاني الماضي كانت نهاية الطفلة المأساوية، عندما بدأت والدتها في إرضاعها صناعياً حضرت ممرضة في المساء وحقنت الطفلة ببرواز علاج لم تكمل بعده خمس دقائق ليتغير وضعها الصحي للأسوأ، حيث دخلت في غيبوبة، وتعرضت لضيق تنفس أدى لنقلها للعناية المركزة بشكل فوري، وظلت حتى الواحدة والنصف من فجر ذلك اليوم، ليتم الإعلان عن وفاتها في الوقت الذي حملتها والدتها وهي تبكي على فراقها بنظرات الوداع المؤلم، والتوعد بأخذ حقها نظاماً بعدما اتهمت هي ووالدها الفريق الطبي المشرف على حالتها بالتسبب في وفاتها. وقد استلم ذوو الطفلة جثتها وغسلوها، ومن ثم تم الصلاة عليها ودفنها في مسقط رأسها في ميسان جنوب محافظة الطائف.
وسارع والد الطفلة "ليال" المواطن "تركي بن عطية الحارثي" برفع شكوى حيال ما تعرضت له طفلته والملابسات التي وقعت من قبل الممرضة التي حقنتها ببرواز علاج، وقال ل"سبق" وقتها إن ابنته تعرضت لإهمال وخطأ، بدأ في التشخيص ثم في التعامل مع الحالة من قبل الممرضة والطبيب المشرف على الحالة، وأنه ينتظر الإجراءات التي ستتم، مبدياً أسفه على تجاهل الشكوى الأولى التي تمثلت في عدم رضاه عن سحب الدم المتواصل من طفلته.
وشرعت لجنة رسمية مشكلة من إدارة المتابعة بالشؤون الصحية بمحافظة الطائف في مجريات التحقيق مع الممرضة والمشرف على حالة الطفلة، كما تم استجواب والدتها باعتبارها مرافقة لها في الوقت الذي ادّعى المشرفون على حالة الطفلة أن استنشاق الطفلة للحليب بالرئة، أثناء إرضاعها تسبب في وفاتها، وألقوا باللائمة على والدتها دون أي مسؤولية من قبلهم.
وأفاد الناطق الإعلامي بصحة الطائف سراج الحميدان في وقتها بتصريحه ل"سبق" التي انفردت بنشر تفاصيل الواقعة أن مندوب المتابعة الذي يعمل على مدار الساعة تم إبلاغه عن الحالة عبر هاتف الشكاوى، وبدوره توجه إلى مستشفى الأطفال وتابع الحالة وحرر الواقعة في محضر لإدارة المتابعة بصحة الطائف.
وقال الحميدان: "صدرت توجيهات مدير الشؤون الصحية بالطائف الدكتور عبدالرحمن كركمان بتكوين لجنة مختصة للنظر في الشكوى والإفادة"، مؤكداً أن اللجنة بدأت أعمالها في القضية.