شنَّ الكاتب في صحيفة "عكاظ" محمد بن سليمان الأحيدب هجوماً لاذعاً على المشايخ، الذين أعلنوا دخولهم في خدمة ما يسمى ب "ببلي". وكتب الأحيدب في مقاله اليوم تحت عنوان "ببليكم بلوى يا أشباه الدعاة"، منتقداً من يؤجرون أصواتهم وفتاواهم، ونشر ما لديهم من علم، على شركات اتصالات عبر وسيط يسمي نفسه "فقاعي" أو "ببلي" .
وبدأ الكاتب مقاله بقوله: أعترف أنني أكتب هذا المقال وأنا تحت تأثير صدمة قوية من أن تصل حال بعض الدعاة الذين جمعوا جماهيريتهم وحب الناس لهم ومتابعيهم في "تويتر" من نعمة أنعم الله بها عليهم، وهي نعمة الإسلام "أعظم النعم"، ثم ميزهم بنعمة القدرة على حفظ القرآن وفهم تفسيره وسرعة استحضار معانيه ودلالاته، ووفقهم لدراسة العلم الشرعي وتعلمه على علماء كبار نذروا أنفسهم ومالهم ووقتهم ووقت راحتهم لتدريس العلم الشرعي -دون مقابل ولا منة!!-.
وتابع: بعد بلوغ درجات العلم أنعم عليهم بأن حل عقد ألسنتهم، ورزقهم قوة الحجة والإقناع وحب الناس لهم حبا في الله!!، تصل حالهم إلى أن يتاجروا بما آتاهم الله من هذه النعم، فيؤجروا أصواتهم وفتاواهم ونشر ما لديهم من علم على شركات اتصالات عبر وسيط يسمى نفسه "فقاعي" أو "ببلي" أو أي اسم كان، فالمهم أنه يبيع صوتكم أو حديثكم أو ما حباكم الله من علم أو ما أنعم به عليكم من حب "في الله ولا لشيء إلا لما أنعم عليكم من علم شرعي"، يبيعه "بالنقود" لمن يريد أن يسمع منكم ما أسمعكم إياه "مشايخكم" ومعلموكم "مجاناً" وبكل تواضع وصبر وأريحية، وقبل ذلك تضحية!!.
وتذكر الأحيدب المشايخ القدامى قائلاً: رحم الله من مات من شيوخكم ومعلميكم، وأطال الله عمر من بقي منهم ممن أمضوا الساعات الطوال في برامج إذاعية؛ مثل "نور على الدرب"، أو دروس يومية، أو محاضرات أسبوعية، أو كتابة الكتب وتأليف المجلدات لا يرجون من هذا كله غير وجه الله، فهل هذا جزاؤهم أن علموكم؟!.
وواصل: إن كنا اقتنعنا "على مضض" بتقاضي الملايين من تأليف كتاب، أو تقاضي أجر الطيران والسكن والمكافأة لإلقاء محاضرة أو تقديم برنامج؛ بحجة ألا تصرفوا على الدعوة والفتوى من جيوبكم "إذا لم ترغبوا في الصدقة وأنتم أعلم مني بفضلها"، فإن من المستحيل أن يقتنع عاقل بأن يؤجر "عالم شرع" أو داعية صوته لوسيط يجتذب به جمهورا أحبوه في الله ولعلم أنزله الله.
واستطرد: دعك من مغنٍ أو فنانٍ أو ممثلٍ أو لاعب كرة قدمٍ أو مذيعٍ أو حتى كاتبٍ "مع الاستعاذة بالله من تغير المبادئ والتحفظ على تأجير الكاتب لمبادئه وحب الناس له"، فإن كل هؤلاء لهم جمهور مهووس بهم؛ لأسباب لا يمكن أن تقارن ولو مقارنة بحب الناس لداعية أو عالم شرع، فالأخير ارتبط حب الناس له وشغفهم به ارتباطاً دينياً بحتاً، ولكونه نسخة مصغرة لعالم جليل تعلم عليه، فلا تجعلوا النسخة مشوهة من أجل المال، فالمال "فقاعي" حقاً لا يستحق ما ينالكم من سخرية الكبار قبل الصغار في "الهاشتاق" ومواقع التواصل.