افتتح وزير الصحة ووزير الشؤون الاجتماعية بالإنابة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة مساء أمس الملتقى الثاني للمسؤولية الاجتماعية تحت شعار "تكامل الأدوار" والذي نظمته وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع المؤسسة السعودية للدعاية والإعلان والعلاقات العامة، بفندق الأنتركونتننتال بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض. وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم ثم كلمة راعي الحفل الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وزير الصحة ووزير الشؤون الاجتماعية بالإنابة.. الذي استهل كلمته بالترحيب بضيوف الملتقى من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الشقيقة, وذكر الربيعة أنه يطمح من خلال هذا الملتقى إلى نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية في المجتمع السعودي من منظور علمي وعملي دقيق, فضلاً عن إيجاد خطة عمل موحدة بالتعاون بين الوزارة وبعض الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص والباحثين والأكاديميين المهتمين بهذا الموضوع لتبادل الخبرات وطرح الآراء والخروج بتوصيات عملية لصياغة واقع جديد لمفهوم المسؤولية الاجتماعية الوطنية بما ينسجم مع أصول شريعتنا الإسلامية الغراء ومبادئها القويمة, إضافة إلى الوصول إلى آلية واضحة لتحقيق الشراكة الحقيقية بين القطاع العام والقطاع الخاص, وتحمل المسؤولية الاجتماعية في مواجهة التحديات في سبيل ذلك لدعم عمليات تحقيق أهداف التنمية المستدامة للمجتمع السعودي.
كما أكّد الدكتور الربيعة أنه يجب على الجميع استشعار قيمة المواطنة الحقيقية التي تستوجب التكامل والمشاركة بين القطاعات ذات العلاقة تجاه العملية البنائية والتنموية في مختلف المجالات دون أن نحمل القطاع العام كامل مسؤولية البناء والتطوير الاجتماعي والتنموي بمفرده.
وبين الربيعة من خلال كلمته بأن وزارة الشؤون الاجتماعية تدرك تماماً أن المسؤولية الاجتماعية بمفهومها الشامل أصبحت تمثل المشروع الوطني الأبرز الذي يفترض أن يسهم في مسيرة التنمية الاقتصادية والعلمية وتنمية الموارد البشرية فضلاً عن العمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم, ومن ثم فقد آن الأوان لتضافر الجهود بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لكي نتمكن من تحقيق الآمال, والرقي إلى التطلعات دون أن نلقي بثقل المسؤولية على طرف دون آخر.. رهاننا يحتم علينا أن ندرك تحديات الحاضر والقدام.. والسبيل الأمثل لمواجهة تلك التحديات يتمثل في استيعاب قيمة العمل والأداء المشترك وروح المسؤولية المشتركة الواحدة.
تلا ذلك كلمة مجلس الغرف السعودية ألقاها المهندس عبدالله بن سعيد المبطي رئيس مجلس الغرف السعودية الذي ذكر دور القطاع الخاص وحجم مسؤولياته تجاه المجتمع متمثلاً في التفاعل مع مؤسسات المجتمع المدني, وهو ما يتضح جلياً في أهمية وجود بيئة تشريعية تنظم العلاقة التكاملية بين القطاعات الثلاث "الدولة - والقطاع الخاص - ومؤسسات المجتمع المدني" لتعميق رسالة المسؤولية الاجتماعية ونشر ثقافتها داخل قنوات المجتمع.
بعد ذلك كلمة سعادة الأستاذ عقيل أحمد الجاسم مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي أوضح أن مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أصدر العديد من القرارات في مجال المسؤولية المجتمعية، وذلك من منطلق قناعته الراسخة بأهمية تعزيز الشراكة المجتمعية في إنجاز مهام ومسؤوليات التنمية الاجتماعية المستدامة, وباعتبار أن المسؤولية في التنمية ليست مسؤولية الحكومة وحدها, بل هي مسؤولية مشتركة متفاعلة الشراكة في القرار بين القوى الاجتماعية الحية المسؤولية عن ضمان استقرار وأمن المجتمع, هما المجتمع المدني والقطاع الخاص.
ثم توالت كلمات الرعاة الرئيسيين شركة أرامكو السعودية التي ألقاها المهندس محمد القحطاني نائب الرئيس.. ثم كلمة شركة سابك ألقاها الأستاذ يوسف البنيان نائب الرئيس التنفيذي.. بعدها كلمة البنك الأهلي ألقاها الأستاذ محمود التركستاني نائب الرئيس ورئيس دائرة المسؤولية الاجتماعية.
وأجمعوا على أن القطاع الخاص والعام ومنظمات المجتمع المدني هي دليل على تنامي مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات وتحويلها من مبادرات وأنشطة متفرقة إلى عمل مؤسساتي قائم على أهداف محددة وقابلة للقياس ينعكس أثرها على تنمية الوطن.. حيث أكدوا أن المسؤولية الاجتماعية أصبحت رافداً مهماً من روافد التنمية المستدامة لخدمة المجتمعات, وتوفير فرص العمل للشباب, وتحقيق الرفاه الاجتماعي في العديد من دول العالم.. من هذا المنطلق وانسجاماً مع جهود حكومتنا الرشيدة بات لزاماً علينا التكاتف لوضع ميثاق وطني يؤطر جهود العمل في المسؤولية الاجتماعية وفق منهجية واضحة المعالم تسهم في تكامل الأدوار في كافة المجالات ذات الصلة.
بعد ذلك جاء دور تكريم الرعاة والمشاركين وهم: شركة أرامكو السعودية، وشركة سابك، والبنك الأهلي التجاري، وبنك البلاد والشركة السعودية للكهرباء، وبنك الجزيرة، وأرامكو لأعمال الخليج، ودلة البركة، وشركة العثيم، ومكتب الخبير العالمي والراعي الصحفي والراعي الفضائي.
بعد ذلك افتتح راعي الحفل الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة المعرض المصاحب وتدشين منصة المبادرات الجديدة، حيث تجوّل معاليه وضيوف الملتقى داخل أروقة المعرض.