قبل شهور قليلة كان نائب رئيس الحزب الهولندي الحاكم السابق أكثر الأحزاب اليمينية تطرفاً وتشدداً ضد الإسلام والمسلمين، أرناود فاندورن، يروج لأكثر الأفلام إساءة لدين الله "فيلم الفتنة" الذي أنتج قبل عام ونصف، وقوبل بحفاوة بالغة من الأوساط اليمينية المتطرفة والصهيونية والكنسية، ووزع على أوسع نطاق ممكن، وقوبل باحتجاجات كبيرة في العواصم العربية والإسلامية، وبينما كان يفكر منتجو "الفتنة" في إصدار فيلم ثاني أكثر إساءة للإسلام، إذا بأرناود فاندورن" يعلن إسلامه، ويشهد الشهادتين، بعد أن درس الإسلام بغرض الإساءة إليه فصار من أبنائه. ويوم الأربعاء الماضي قدم أرناود فاندورن إلى أرض الحرمين الشريفين, وزار المدينةالمنورة وصلى في الروضة الشريفة، ووقف أمام قبر خاتم الأنبياء يسلم عليه ويدعو الله عز وجل أن ينفع به دينه الجديد.
وقد استضاف الدكتور عبدالله بن علي البشيري، أحد أبناء المدينةالمنورة "أندروفان", الذي أسلم قبل 3 شهور, ووجّه له الدعوة للعمرة والزيارة, فلبى الدعوة، وجاء ولبس الثوب الأبيض والشماغ، ويقول "البشيري": إن "أندروفان"حضر مساء الأربعاء الماضي وأن سبب إسلامه أنه كان ينوي إصدار فيلم آخر يسيء فيه للإسلام مع الحزب اليميني المتطرف في هولندا، وكان يريد أن يجمع مادته من كتب المسلمين, وعندما بدأ يقرأ في الكتب والمراجع عن الإسلام والمسلمين, تغيرت لديه الصورة الذهنية التي صبغها الإعلام في ذهنه عن الإسلام, فأسلم والتقى مجموعة من المسلمين هناك واستقال من منصبه السياسي وأخذ يقبل على تعلم الإسلام من منابعه الأصلية لا من أعدائه.
ونقل عن "أندروفان" أنه نادم على 47 سنة من عمره لم يعرف فيها شيئاً عن الإسلام, ولا عن حقيقة التوحيد، ويحمد الله أن من عليه بالإسلام لأنه وجد فيه الراحة والطمأنينة التي كان يبحث عنها.
وقبيل صلاة العصر الخميس الماضي قدم الدكتور عبدالله بن علي البشيري هدية بسيطة لأندروفان، عبارة عن ثوب وشماغ أبيضين, وقال "البشيري": لا أستطيع أن أصف لكم تعابير الفرح التي ارتسمت على وجه "أندروفان", وقد قام بزيارة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة وتجول فيه، وتعرف على أقسامه والتقى بالعاملين فيه، وكيف يتم طباعة كتاب الله وتفسيره وترجمة معانيه.
وأعرب أرناود فاندورن عن سعادته بوصوله إلى أرض الحرمين بعد اعتناقه الإسلام لأداء مناسك العمرة والزيارة وقال إنه لم يكن يظنّ أنه بعد رحلة عداء أكدتها مساهمة حزبه في إنتاج الفيلم المسيء عن الإسلام، أنه سيحضر إلى هذه البقعة الطاهرة وينعم بعد إسلامه بالسلام على الرسول، صلى الله عليه وسلم.
وقال "أندروفان" لمستقبليه في الروضة الشريفة: "منذ شهور لو كان ذكر لي أي شخص بأنك سوف تكون في أرض الحرمين لقلت له أنت بالتأكيد مجنون"، مضيفاً ما يحدث الآن حلم تحقق بدخولي للإسلام. ولم يتمالك أرناود نفسه وهو يصلي أمام منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث دمعت عيناه وهو يتذكر أنه يقف في جزء من الجنة.
وقام "أندروفان" بزيارة جبل أحد وقال: "كم قرأت عن هذا المكان وهذه المعركة، وكم أحببت أن أقف هنا اليوم"، مضيفاً أنه شعور أجمل من القراءة وهذا المكان يحمل الكثير من المعاني العظيمة التي يفخر بها المسلمون في جميع أنحاء العالم.