اعتزاز الرسول ببعض القبائل التي ناصرته وساندته في بداية الدعوة وحفظ لها ذلك حتى بعد إسلام بقية القبائل آثار موضوع معالي فضيلة الشيخ عبد الله المنيع حول المسجد النبوي وأفضليته وحول المدينةالمنورة آثار الكثير من الشجون فالحديث عن المدينة يهُم كل مُحب ومحبة لها . أَعِدْ ذِكرى نٌعمان لنا أن ذكره كما المسك ما كررته يتضوعُ ونظراً لأن الكاتب ومنذ أكثر من ثلاثة عقود يتتبع مساجد القبائل داخل المدينةالمنورة . كما عمل على رصد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ومواقع القبائل المحيطة بالمدينةالمنورة ولوجود فرق كبير بين قبيلة بني سليم وقبيلة بني سلمة لذا أحب الكاتب أن يذكر نبذة عن تلك القبائل وذلك وفق ما يلي : 1- الأنصار ( قبيلة الخزرج وما تفرع عنها ،قبيلة الأوس وما تفرع عنها ) وبعض القبائل المهاجرة إضافة إلى بعض قبائل يهود. 2- قبائل موادعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومساندة له وتقطن غرب المدينة وشمالها الغربي وجنوبها الغربي مثل قبائل جهينة ،وقبائل غفار،وبني مدلج ،وبني ضمرة ،وقبيلة اسلم وقبائل مزينة وقبيلة خزاعة 3- قبائل محاربة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضد انتشار الإسلام وتقطن شرق المدينةالمنورة وجنوبها الشرقي وشمالها الشرقي ومنها قبيلة بني سليم وهي قبيلة ضاربة في التاريخ تمتد بفروعها على مسافات واسعة من قلب الجزيرة العربية (من ضرية ) إلى قديد وعسفان وتعتبر صفينة من مراكزها إضافة إلى انتشارها في أودية متعددة مثل وادي ستارة ووادي أرن وقد حاربت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمفردها في غزوة قرقرة الكدر (الشعبة حاليا) كما تحزبت مع بقية القبائل في غزوة الأحزاب وتأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا عندما غدرت بنو سليم بسبعين من خيرة الصحابة في بئر معونة وذلك بالتآمر مع حلفائهم فقتلوهم جميعا ونظرا لفداحة المصيبة التي لحقت بالمسلمين بسبب غدر بني سليم لذلك قنت رسول الله شهرا كاملا يدعو على رعل وذكوان وعصية وهم من بني سليم كما يدعو على قبيلة بني لحيان . ومن القبائل التي حاربت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيلة غطفان وتقطن شرق المدينةالمنورة (ذات نخل) وكذلك قبيلة بني فزارة وقد تأخرَ إسلام بنى سليم و فزارة إلى العام الثامن تقريبا وما بعده. وقد حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم للقبائل التي ساندته المواقف المشرفة واستحقوا ثناء النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول صلى الله عليه وسلم «إن أسلم وغفار ومزينة وأشجع وجهينة ومن كان من بني كعب موالي دون الناس ورسوله مولاهم «وكان صلى الله عليه وسلم يفتخر بأولئك الصادقين الذين ناصروا الإسلام وآزروه عليه الصلاة والسلام، وقد قال الأقرع بن حابس للنبي صلى الله عليه وسلم :إنما بايعك سُرَّاقْ الحجيج (أي أن الحج والاعتمار قبل الإسلام ) من أسلم وغفار ومزينة وأحْسِبَه وجهينة ..' قال النبي صلي الله عليه وسلم أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة وأَحْسِبَه وجهينة خيراً من بني تميم وبني عامر وأسد وغطفان خابوا وخسروا قال : نعم ، قال :والذي نفسي بيده إنهم لخير منهم « رواه البخاري مما تقدم يظهر لنا اعتزاز الرسول صلى الله عليه وسلم ببعض القبائل التي ناصرته وساندته في بداية الدعوة وحفظ لها ذلك حتى بعد اسلام بقية القبائل التي كانت محاربة له لذا فإن قبيلة بني سليم تختلف كثيرا عن قبيلة بني سلمة :الأنصارية التي كان القران يتلى في مسجدهم حتى قبل هجرة الرسول إلى المدينةالمنورة . وعلى المربين والمربيات نقل ذلك إلى أبنائنا وبناتنا وعندما تكتب الآثار لأي قبيلة أو أي فرد فلا يعني ذلك مضاعفة أجرها في موقع دون آخر إذا ما تَمَ استثناء المسجد النبوي فإن الأثر وهو كل عمل خيِر من صلاة وزكاة يكتب لكل فرد قام به في أي موقع فقد روي أن اسم جازان ورد على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم وجازان هذا الجزء الغالي من الوطن الحبيب بعيد جداً عن المدينةالمنورة ففي حديث شريف صحيح وردَ أن رجلاً قال: يا رسول الله ،إني أحب الجهاد والهجرة:وأنا في حال لا يصلحه غيري ،فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لن يأ لتك الله من عملك شيئا ولو كنت بضمد وجازان ) ويأ لتك :أي لن ينقصك الله شيئا من أجر عملك بل سيكتب أثرك وأعمالك الصالحة وتحفظ لك فيا أهل جازان تبَشَّروا بالخير والبركة فإن آثاركم أي أعمالكم الصالحة تكتب لكم فأكثروا منها .