اتفق مشاركون في لقاء الخطاب الثقافي السعودي السادس، الذي اختتم فعالياته مؤخراً في مدينة الدمام، تحت عنوان: "الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي"، أن "تويتر" أكثر وسائل التواصل الاجتماعي تأثيراً على الرأي العام. وأشاروا أيضاً إلى أهمية الوسائل الأخرى، والتي منها "فيسبوك"، الذي كان قبل نحو عامين الأكثر حضوراً في شبكات التواصل الاجتماعي، مشددين على أن قوَّة الإعلام الجديد وسيطرته على المتلقى من فئات الشباب تكمن في تنوُّعه وحرِّيته وتعدُّد وسائله.
وذكر الأمين العام لمركز الأمير سلمان لريادة الأعمال بدر العساكر، الذي شارك في اللقاء، أن "تويتر" سيطر على مداولات ونقاشات المشاركين والمشاركات، فمن خلال المداخلات استأثر "تويتر" بالنصيب الأكبر من اهتماماتهم، فيما كانت وسائل التواصل الأخرى "فيسبوك" و"يوتيوب" ومواقع التواصل الاجتماعية الأخرى أقلَّ حضوراً، والتي ربما تكون أكثر تأثيراً وتفاعلاً.
وأضاف: تكمن قوة الإعلام الجديد في تنوُّعه وحرِّيته وتعدُّد وسائله، وهذا يتطلَّب مضاعفة الجهد من أجل توجيه هذا الإعلام الجديد لخدمة الوطن، والاهتمام بقضايا الشباب وتطلُّعاتهم وهمومهم ورؤيتهم المستقبلية والانفتاح على الآخر، دون أن يكون هناك تجاوز للثوابت الدينية والوطنية.
وأعرب عن أمله في أن يكون اللقاء مدعماً بدراسات وإحصائيات معتمدة توضح اهتمامات المجتمع في وسائل التواصل الاجتماعي، ومدى تأثيرها في سلوكياته وتوجهاته؛ لمناقشتها وقراءتها والحوار حولها.
وبيَّن وكيل قسم الآداب بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح التويجري أن استجابة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لهذه المتغيرات وتخصيص لقاء لمناقشتها بحضور مختلف أطياف مجتمع الشبكات الاجتماعية يعدّ خطوة تستحق التقدير؛ فمن خلال اللقاء الذي تميز بالصراحة والشفافية وإبداء الرأي والتعرف على الآخر كان الاستماع للأصوات المعتدلة التي تمثل الأغلبية، وبسقف مفتوح يتقبل كل أشكال النقد، وينطلق منها إلى صناعة مبادرات تستثمر الرأي والمساحة من أجل حوار بناء.
وأضاف "التويجري": لم تعد الكتابة أياً كان شكلها أو مستواها أو ما تدعو إليه حكراً على أقلية من الناس، بل يمكن القول بأن أقلية من الناس هي التي لم تعد تكتب بوجود كل تلك الطرق التقنية للتواصل بين أفراد المجتمع، فالناس تكتب في هواتفها المتحركة، وفي مواقع التواصل الاجتماعي وهي المسئولة عن تلك الكتابة.
من جانبه أبدى حسين أحمد بزبوز إعجابه بما دار خلال اللقاء من حيث جرأة الطرح، وذلك تحت مظلة رسمية كمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، إضافة إلى تنوُّع فئات المشاركين على مختلف الأطياف الفكرية، والذي أعطاه مساحة كبيرة للحوار والالتقاء ببعضهم للتعبير عن آرائهم بكل وضوح، بعيداً عن الطابع السائد في الحوارات الرسمية، مطالباً بتكثيف مثل هذه الحوارات؛ لنشر ثقافة الحوار والوصول إلى نتائج تصب في صالح الوطن والمجتمع.