تنفذ الهيئة العامة للسياحة والآثار، حالياً عدداً من البرامج والمشاريع المتعلقة بالتنمية السياحية والتراث الوطني، في منطقة المدينة المنوّرة. وتولي الهيئة منطقة المدينة المنوّرة اهتماماً نظراً لما تزخر به من وجهات سياحية وأثرية في مختلف مدنها ومحافظاتها، وما تستقبله سنوياً من أعدادٍ متزايدة من السياح المحليين، حيث بلغ عدد الرحلات السياحية المحلية للمنطقة أكثر من مليون و900 ألف رحلة سياحية محلية، أنفق خلالها السياح المحليون أكثر من ثلاثة مليارات ريال. إضافة إلى عددٍ من المهرجانات السياحية، تقوم الهيئة بتهيئة عددٍ من المواقع السياحية والتراثية للسياح، ودعم المشاريع السياحية، وتنفيذ برامج الرفع من مستوى الإيواء السياحي. وفي مجال العناية بالمواقع الأثرية والتراثية حصرت الهيئة العامة للسياحة والآثار 300 موقع أثري وتاريخي في منطقة المدينة المنوّرة، ومحافظاتها، في كل من خيبر وبدر والعُلا وينبع والمهد والحناكية، بهدف المحافظة على جميع المواقع الأثرية والمباني التراثية والمساجد التاريخية في المنطقة. وضمن جهودها في التعريف للتعريف بالمواقع الأثرية في منطقة المدينة المنوّرة، قامت الهيئة بعمل لوحاتٍ إرشاديةٍ تعريفيةٍ لعددٍ من أبرز المواقع الأثرية الإسلامية في المدينة المنوّرة، وطباعة مجموعة من البروشورات الخاصّة بالمواقع الأثرية الإسلامية والسياحية، وإعداد خرائط تخدم السائح الذي يبحث عن الأثار الإسلامية داخل المدينةالمنورة. وتأتي هذه الأعمال والبرامج ضمن خطة تنفيذية شاملة تنفذها الهيئة العامة للسياحة والآثار منذ تفعيل ضم وكالة الآثار والمتاحف إليها، من وزارة التربية والتعليم قبل أكثر من أربع سنوات، حيث يتم العمل على الارتقاء بأعمال قطاع الآثار والمتاحف على مستوى المملكة، وتطبيق خطة إستراتيجية متكاملة للنهوض بالقطاع، والحفاظ على الآثار والتراث الوطني وحمايته في كل مناطق المملكة، باعتبارها شواهد على الإرث التاريخي والحضاري العظيم للمملكة. كما سورت الهيئة 38 موقعاً أثرياً، والتنقيب الأثري في موقع مدائن صالح، والخريبة والمابيات بالعُلا، وموقع قصور عروة بالمدينة المنوّرة، كما رمّم فرع الهيئة محطة سكة حديد الحجاز بالمدينة المنوّرة، والعُلا، والبوير، والقلعة الاسلامية بالعُلا، وقلعة موسى بن نصير. كما قامت الهيئة بتهيئة عدد من المواقع الأثرية لاستقبال الزوّار، حيث نفذت مشروعاً لتهيئة منطقة مدائن صالح، ومركز الزوّار بجبل عكمة بالعُلا، مركز الزوّار بموقع الخريبة الأثري بالعُلا، وفي مدينة ينبع أسس صندوق لمشروع ترميم حي الصور بينبع، تحت إشراف الهيئة الملكية لإيداع مساهمات الشركات فيه. كما رمّمت وأهّلت عدداً من المباني التاريخية منها بيت البابطين، وبيت الجبرتي، وسوق الليل التراثي، ويجري العمل على ترميم وتأهيل بيت الخطيب ووكالات الأوقاف ومباني الزيتية والتشوينة. وفي محافظة العُلا أعدّت الهيئة المخطط العام لتأهيل وتطوير البلدة التراثية، وإنجاز المرحلة الأولى من المشروع والتي تشمل: مركز الزوّار ورصف وتهيئة الساحة الشرقية والساحة الغربية، وتنفيذ المدرج الحجري وترميم قلعة موسى بن نصير، وترميم مباني الشريط التجاري في الجهة الغربية، وتهيئة الممر الرئيس بين السوق الشعبي والساحة الشرقية، وتحويل الطريق الرئيس الذي يمر بجانب البلدة التراثية من الجهة الشرقية وفي مجال السياحة الزراعية بدأت الهيئة بالعمل في أربع مزارع بالمدينة المنوّرة، لتطبيق برنامج السياحة الزراعية. وفي مجال التسويق السياحي انشأت مركز المعلومات السياحية بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي، ووفرت ثمانية مراكز معلومات إلكترونية في المدينة المنوّرة والعُلا، كما انتجت 25 مطبوعة خاصّة بالمنطقة تنوعت ما بين كتيباتٍ تسويقيةٍ، مطوياتٍ تعريفية، خرائط وأدلة سياحية، حيث بلغ إجمالي ما وُزع من مواد تسويقية أكثر من مليونَيْ نسخة من خلال 135 منفذ توزيعٍ، وفي برنامج التربية المدرسية "ابتسم" نفذت 224 دورة ورحلة تدريبية استفاد منها 4480 طالباً، كما نفذت ثماني ورش عمل للمجتمعات المحلية ضمن برنامج "السياحة تثري" لنشر الوعي بثقافة السياحة لتعزيز آثارها الإيجابية. وتنفيذ خمسة برامج للتوعية السياحية "لا تترك أثراً" في كل من المدينة المنوّرة، العُلا وينبع، وهي مبادرة وطنية تتبناها الهيئة لتنمية السياحة البيئية المسؤولة. وفي مجال الإيواء السياحي بلغ إجمالي مرافق الإيواء السياحي المرخصة 249، في الفنادق 213، بجانب 36 في الوحدات السكنية المفروشة. وحسب إحصاءات هيئة السياحة يوجد في منطقة المدينة المنوّرة 41 وكالة سفر، و25 منظّم رحلات. وتعمل الهيئة على توطين مهن قطاع السياحة من خلال تحفيز التعليم والتدريب، واعتماد المعايير المهنية التي ترتقي بأداء صناعة السياحة، وتوفير حوافز مشجعة لتنمية الموارد البشرية الوطنية من خلال برنامج تكامل، وتوفير 1264 فرصة عمل بالمدينة في القطاعات السياحية كافة. وفي إطار مشاريع تهيئة المواقع السياحية في المنطقة قامت الهيئة بتنفيذ تهيئة الجادة السياحية أمام المركز التاريخي بينبع، وتغيير مسار طريق الميناء أمام المركز التاريخي لمدينة ينبع "حي الصور" وتحويلها لمنطقة مشاة وإنشاءات خفيفة، تحقق التكامل مع الحي التاريخي، وتأهيل متنزه حرة عويرض بالعُلا، وتطوير المتنزه الجيولوجي بحرة رهط.