اشتكى العديد من الطلاب السعوديين وأولياء أمورهم في دولة باكستان من آلية اختبار القدرات حيث يكلفهم ذلك مادياً ومعنوياً إلى جانب مشقة السفر إلى الوطن ومن ثم العودة مجدداً لمواصلة دراستهم، مطالبين بأن تتم الاختبارات في الملحقية الثقافية بالسفارة تحت إشراف الملحق الثقافي. والتقت "سبق" عدداً من المسؤولين والمواطنين المغتربين لخدمة الوطن حيث اتفق الجميع على صعوبة الآلية المعمولة بها حالياً والمتمثلة بعقد اختبار القدرات لطلبة المدارس السعودية في الخارج.
في البداية كان لنا لقاء مع سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية باكستان عبدالعزيز بن إبراهيم الغدير والذي أفاد بصفته رئيساً للبعثة السعودية ورئيس مجلس إدارة المدارس السعودية في باكستان بأنه سبق أن كتب للمسؤولين بمعاناة أولياء أمور الطلبة والمشقة التي تلحق بالطلاب في السفر وحدهم للمملكة وما يتكبدونه من مصاريف مالية لعقد اختبار القدرات، واقترح أن تتم الاختبارات في الملحقية الثقافية بالسفارة بإشراف الملحق الثقافي إلا أنه للأسف لم تتم الموافقة على هذا المقترح.
وأضاف سعادة السفير أن أسئلة القدرات هي خلاصة ونتاج لما يتم تدريسه في المنهج السعودي، والمناهج في الداخل تختلف نوعاً ما عنها في الخارج، فضلاً عن المسافات الطويلة التي يقطعها الطلبة للوصول إلى المملكة، فهناك من يأتي من أمريكا، كندا، أستراليا وغيرها، وسفر الطالب والطالبة من مقر الإقامة في الخارج أربع مرات خلال عامين دراسيين – الثاني والثالث الثانوي- وهو أمرٌ ليس باليسير.
وقال "إنه خلال تلك الأيام يفقد الطالب الكثير من الحصص مما يؤثر عليه سلباً في التحصيل العلمي، لذا فأملنا هو أن يراعي المسؤولون ظروف الموفدين وأبنائهم ويجدوا حلاً مناسباً يوفر عليهم وعلى أبنائهم ما يترتب على تلك السفريات من متاعب وخسائر".
فيما أشار الدكتور هزاع الغامدي الملحق الثقافي بالباكستان إلى أن سفر الطالب من مقر عمل والده إلى المملكة لأداء امتحان القدرات فيه الكثير من المعاناة وبخاصة في الدول البعيدة نسبياً كباكستان هذا غير الدول الأكثر بعداً.
وأضاف أن الطالب قد لا يتمكن من الحجز والسفر في المواعيد المحددة ولظروف الطيران وازدحام المواعيد فضلاً عن المعاناة في السفر ذهاباً وإياباً وما يترتب على ذلك من تكاليف مادية، في حين أنه يمكن امتحان القدرات في البلد ذاته خارج المملكة وبخاصة في الدول التي يوجد بها مجموعة كبيرة من السعوديين ويوجد بها مكتب ثقافي ومدارس سعودية مما يسهل إجراء الامتحان والتيسير على الطلاب وأولياء الأمور وتحقيق المطلوب، وذلك بالتنسيق مع الجهة المختصة في المملكة.
كما أبدى ناصر العلياني أحد أفراد البعثة السعودية في باكستان عدم رضاه من الطرق المعمول بها فيما يتعلق باختبار القدرات لأبنائنا وبناتنا، والذي يترتب عليه حجوزات طيران والبحث عن سكن ومواصلات، فضلاً عن التزامنا بعمل مُسند إلينا، فالعقل والمنطق يقولان ما المانع في أن يتم إرسال وفد أو لجنة تقوم بإجراء اختبار القدرات للطلبة والطالبات أو تسند المهمة للملحقية الثقافية؟
فيما استغرب ماجد القحطاني أحد موظفي السفارة أيضاً من استمرار المسؤولين عن اختبار القدرات بعدم إيجاد حل يغني عن سفر أبنائنا الطلبة من بلد إلى آخر، وما يتكبدونه وأولياء أمورهم من بحث عن سكن ومواصلات وقبل ذلك تذاكر طيران ومعاناة مع الحجوزات، وأكد أن الملحقية الثقافية بإسلام آباد جديرةٌ بالقيام بالدور لو أسند إليها ولا يمنع من إيفاد مشرف مختص.
كما تمنى الأستاذ محسن البقعاوي مدير المدرسة السعودية في إسلام آباد على القائمين باختبار القدرات أن يكونوا عوناً لأولياء الأمور وأبنائهم وبناتهم، فألم ووجع الغربة يكفي، وعليهم إيجاد آلية تريح الجميع من معاناة السفر وما يترتب عليه من ضياع الكثير من الحصص الدراسية على الطلبة والطالبات خصوصاً أنهم في مرحلة مفصلية في تحديد المصير، فضلاً عن الخسائر المالية التي يتكبدها أولياء الأمور من جرّاء سفر أبنائهم، فهناك أولياء أمور لديهم 3 من الأبناء يؤدون اختبار القدرات، فإذا كان طالب واحد له تأثيره على الوالدين حال غيابه بعيداً عنهم فما بالكم من ثلاثة؟؟؟
كما أبدى الأستاذ سعيد الحمراني تذمره من سفر الابن أو الابنه لأداء اختبار القدرات ونحن في خضم التطور التكنولوجي والتقني، فإذا كانت الجهات المختصة والمعنية باختبار القدرات عاجزة عن إرسال وفد للإشراف على اختبار أبناء وبنات الموفدين فهناك حلول كُثر، لماذا لا تُسند المهمة للملحقية الثقافية أو تدشين موقع خاص على الشبكة العنكبوتية في وقتٍ محدد لإجراء الاختبارات، فهذه حلول مطمئنة ومريحة للجميع.
فيما طالب ياسين آل لعجم أحد أفراد البعثة السعودية بتغيير السياسة المتبعة لإجراء اختبار القدرات، مبيّناً بأن سفر الأبناء يشكّل عبئاً على الآباء والأمهات، فطيلة أيام غيابهم يظلون مشغولين عن فلذات أكبادهم، لمَ لا وهم لا يجيدون التصرف في كل الأمور، فلو نظرنا إلى أبسط الأمور وهي البحث عن سكن وكذلك المواصلات، فالكثير من الأبناء قد لا يحسن التصرف، فضلاً عما يستنزفه السفر وتبعاته مادياً.
بينما أبان سليمان البلوي وكيل المدرسة السعودية في إسلام آباد عدم رضاه عن الطريقة المعمول بها حالياً في إرغام الطلاب على السفر ومشقته ومعاناته النفسية والبدنية والمالية على الطالب ووالديه على الرغم من وجود حلول كفيلة بأداء الاختبار في بلد الإقامة.
كما ناشد الطلبة سعد السبيعي وعلي الغامدي وأحمد الغدير"طلاب المرحلة الثانوية" المسؤولين بإيجاد حل أمثل لما يتعرضون له من متاعب وإرهاق وتفويت لعددٍ من الحصص الدراسية في المنهج الدراسي.