شارك حشود من المواطنين عقب صلاة ظهر اليوم في تشييع عروس حفر الباطن، هي ووالدتها وابن أختها وأختيها، الذين لقوا مصرعهم في حادث مروري على طريق حفرالباطن- الدمام، وتحولت مستلزمات زفافها إلى مجرد بقايا من الذكريات المحطمة والمؤلمة، ليشكل "فستان زفافها" المختلط بالدماء لوحة حزينة باتت واضحة لمسؤولي وزارة النقل والموصلات، بعد أن حوّلت تحويلات الطريق مراسم زفافها إلى عزاء. وعن تفاصيل الحادث قال خالد الدايود، أحد شهود العيان ل "سبق" أنه حادث مأساوي بكل ما تحمله الكلمة، مضيفاً أن "شاحنة نقل تحمل الحديد حاولت تجاوز شاحنة أخرى وخلال ثوان تفاجأت بها تنحرف في اتجاه المسار الآخر على طريق مفرد يعمل بمسارين، لوجود إصلاحات في المسار الآخر، لتصطدم بمنتصف مقدمة مركبة من نوع جمس يوكون ".
وعند إيقاف سيارتي والترجل منها سمعت أصواتاً تصدر من الجيمس وعند اقترابي منها تبين لي أنه صوت تلاوة للقرآن الكريم يصدر من أحد جوالات النساء، وعند محاولة إيجاد أشخاص ناجين من الحادث وجدت جميع من باليوكن توفوا".
ويضيف "الدايود": حاولت أتمالك أعصابي من هول المشهد، فالأشلاء والدماء شكلت لوحة حزينة ومخيفة.
ثم يتوقف قليلاً عن الكلام ليكمل قائلاً: مشهد مخيف وأنا في موقع الحادث أنظر للأشلاء والدماء مختلطة بالحديد.
ويضيف قائلاً: وجدت ثلاثة أطقم من الذهب والأساور ومبالغ مالية داخل محافظ النساء وبطاقات صراف ومصحفاً بكل محفظة.
ويقسم "الدايود" قائلاً: والله.. والله.. والله شاهدت ثلاثة من النساء رافعات سباباتهن، والقرآن يصدح في السيارة من أحد الجوالات، والسائق رافع سبابته أيضاً، موضحاً أن كامل المجوهرات وثلاثة أطقم ذهب والجوالاتهم وجواز سفر وعقد زواج ومبالغ نقدية بالمحافظ، جميعها بحوزته وسيسلمها لذوى المتوفين.
وأكدت مصادر "سبق " أن مواصفات الطبقة الأسفلتية قد تكون غير مناسبة لأوزان الشاحنات التي تسير عليها، ما سبب الكثير من الحفر والتشققات بالإضافة لعدم التزام الشاحنات بالأوزان المعتمدة، وذلك بزيادة الوزن وغض النظر عن بعض الشاحنات ذات الأوزان المخالفة التي لا تستطيع الطبقة الأسفلتية تحملها.
ورغم أن طريق حفرالباطن- الدمام رصد له ميزانية تقدر ب 639،999،999 مليون ريال لإعادة إنشائه إلا أنه لم يحدث أي جديد بالطريق سوى زيادة أعداد الوفيات والحوادث والتحويلات والحفر والتشققات التي يعاني منها الطريق منذ أكثر من خمس سنوات وما زالت موجودة.
فرحة "عروس" لم تكتمل وطفل بريء لقي مصرعه وأبناء تيتموا وتحول الفرح إلى أحزان، أرادت أن تُزف إلى منزلها ولكن ضعاف النفوس تسببوا بعد قدر الله في إنهاء حياتها قبل أن تبدأها.