تجارة المخدرات وعمليات القتل والاتجار بالبشر، والإرهاب، كل هذه المفردات تشكل في مجملها مؤشرات للدلالة على المدى الذي بلغته موجة العنف في عالمنا اليوم، حتى وإن كانت هذه المؤشرات تبدو متفاوتة، ويمكن ملاحظتها بقدر أكبر في بعض البلدان دون غيرها. لكن ثمة حقيقة باتت مؤكدة في هذا العالم الذي يشهد موجة متواصلة من أعمال العنف ومسلسل لا ينتهي من التوترات والاضطرابات، حتى صار الملايين من البشر في معظم بقاع الأرض يعيشون في خوف دائم؛ جراء عمليات القتل والإبادة والمجازر التي ترتكبها أيادٍ آثمة لعناصر تنتمي إلى عصابات الجريمة المنظمة أو خلايا إرهابية أو جماعات خارجة على القانون. وعرض موقع www.tiptoptens.com "قائمة سوداء"، تضم بعضاً من البلدان التي يمكن أن توصم بأنها الأكثر خطورة على كوكبنا:
- روسيا: في هذه الدولة التي تمزقها الجريمة التي تعد أكبر وأهم الجمهوريات السوفيتية السابقة، لم يعد أعضاء الحكومة يملؤون جيوب بزاتهم باهظة الثمن ماركة أرماني بالروبلات، ولكنهم يتسابقون أيضاً في احتضان المخربين وأفراد العصابات. وتنتشر جماعات ومنظمات المافيا الروسية في كل أرجاء البلاد، وتعيث فيها فساداً إلى حد أن عدد رجال العصابات بات يفوق بكثير نظيره في جهاز الشرطة. وأضحى من الأمور المألوفة أن يتم قتل مواطن روسي كل 18 دقيقة، أي بمعدل 84 جريمة قتل في اليوم الواحد من مجموع عدد السكان البالغ 143 مليون نسمة.
- جنوب إفريقيا: انتقلت الطبقة الغنية في جنوب إفريقيا إلى مناطق أخرى، حيث تشكلت مجتمعات مغلقة صارت شبه معزولة عن الدولة، وهو الأمر الذي أوجد حالة من الشقاق أو الصدع بين الطبقات والأجناس بشكل واضح، كانت ألغيت نظرياً إبان حقبة نظام الفصل العنصري. وتقع 132 جريمة اغتصاب يومياً في واحد من أكثر مجتمعات العالم عنفاً؛ حيث تواجه النساء العنف الجنسي بشكل يومي. وهذه الدولة لديها سجل سيئ السمعة بالنسبة إلى حالات سرقة السيارات. وتصنف مدينة جوهانسبرج باعتبارها الأكثر خطورة بين مدن العالم.
- كولومبيا: تعتبر من الدول سيئة السمعة في مجالات عدة، من بينها عمليات التمرد ورجال حرب العصابات والاتجار في الكوكايين والحكومة الفاسدة، ومن ثم فإنه لا عجب في أن تصنف كولومبيا بأنها "البلد الأكثر خطورة في العالم". والتفجيرات التي تستهدف المدنيين من الأمور المألوفة في هذا البلد، كما أن الإرهاب يعد وسيلة لعيش بالنسبة لمعظم المواطنين الذين اعتادوا على الفوضى. وتحظى كولومبيا كذلك بتصنيف عالٍ بالنسبة إلى عمليات خطف الأشخاص، وطلب الفدية مقابل الإفراج عنهم، وعلى الأخص السياح الأجانب ورجال الأعمال والصحافيين والعلماء، حيث يعتبر هؤلاء أهدافاً متكررة لعمليات الخطف.
- الصومال: دولة فاشلة معروفة بتفشي الفوضى والفساد وعدم وجود حكومة، ويخيم عليه شبح المجاعة. وبين الحين والآخر يتم تحذير المسافرين من دخول الصومال، التي أعلنت نفسها "جمهورية أرض الصومال المستقلة، وذلك من مغبة من الإبحار أو حتى الاقتراب من منطقة القرن الإفريقي". ويسير القراصنة دوريات في مياه البحر، وهم يحملون مختلف أنواع الأسلحة، حيث يواصلون عمليات خطف السفن بما تحمله من بضائع، ويحتجزون أفراد طواقمها طلباً للفدية.
- أفغانستان: تظل أفغانستان واحدة من أشد بلدان العالم فقراً؛ فهي ليست متطورة وغير مستقرة. وخلال حقبة الغزو السوفيتي للبلاد، زرع الجيش الأحمر أكثر من 12 مليون لغم في أفغانستان. ويقتل المئات من الأشخاص فضلاً عن جرح الآلاف كل عام بسبب هذه الألغام. وبعد انسحاب القوات السوفيتية، سيطرت عناصر حركة طالبان على حكم البلاد، وفرضت قيوداً صارمة على مختلف جوانب الحياة في المجتمع الأفغاني. وفي عام 2001 أطاحت الولاياتالمتحدة بحكومة طالبان، لكن انتشار قطاع الطرق والصراعات القبلية وأعمال العنف المرتبطة بالمخدرات أدّى إلى انعدام الاستقرار في هذه الدولة.