"قصة تمتزج فيها الغرابة بالطرافة والتصديق أحياناً بالخيال".. بهذه الكلمات بدأ إبراهيم عبد الله محمد آل معدي، شرح معاناته التي استمرت قرابة ستة أشهر بقرية آل غنية بمحايل عسير، واستهداف أماكن سكنه في كل مكانٍ حتى وصل به الحال إلى النوم في العراء بعدما سكن عند ابنته المتزوجة وابنه المستقل وطالتهما الحرائق دون أن يكون هناك فاعلٌ أو سببٌ لاندلاعها. هذه القصة ليست من أفلام السينما ولا من نسيج التخيلات، بل هي شهادة واقع يشرح تفاصيلها إبراهيم عبد الله، الذي يعمل مشرف قطاعٍ بالهلال الأحمر السعودي بمحايل عسير، ويقول: حياتي انقلبت رأساً على عقب حينما تعرّض منزلي الكائن بقرية آل غنية لحريقٍ أكثر من 10 مراتٍ متتالية دون معرفة السبب. وأضاف أنه سكن في منزلٍ مستأجرٍ، وأيضاً تعرَّض للحريق، ففكّر في الانتقال إلى منزل ابنته المتزوجة منذ فترةٍ بسيطةٍ فطاله أيضاً اشتعال النيران دون سبب! وتابع العسيري وهو يفرك بأصابع يده اليمنى جبهته، أنه انتقل إلى منزل ابنه المستقل، ولم يمض به سوى ساعات حتى احترق هو الآخر تماماً دون خسائر بشرية، مؤكّداً أن النار التهمت جسد ابنته الصغيرة ذات الأعوام الخمسة وشوّهته، إضافة إلى جزءٍ من جسده. وأوضح أنه بات يفكر في السكن في العراء بعدما أصبح دون مأوى مبيناً بنبرةٍ حزينةٍ أنه أحضر 10 من الرقاة الشرعيين إلى المنزل وأجمعوا كلهم على أنه يُوجد بمنزله جان ما انعكس على نفسيات أبنائه ال 13 فرداً بنين وبنات، وسبّب لهم انقطاعاً عن مواصلة الدراسة، علاوة على إصابته بمرضٍ نفسي من جرّاء هذه المصيبة. وتابع: "الحمد لله على قضاء الله وقدره.. ولا يوجد لديَّ سوى راتبي الشهري الذي يذهب جزءٌ كبيرٌ منه إلى البنوك لاستدانتي من أجل إصلاح ما شوّهته الحرائق بمنزلي، ولكن الأمر فاق إمكاناتي، لذا أناشد أهل الخير والمشايخ مساعدتي من أجل العودة إلى مسكني، كما أوجّه مناشدتي لرجال الأعمال والموسرين كذلك التبرُّع بما تجود به أنفسهم". ورغم قسوة ما تتعرّض له هذه العائلة، فإنهم يصرّون على الصبر في مواجهة هذه المصيبة وإنها قضاء وقدر. "سبق" تحتفظ بتقارير الدفاع المدني والهلال الأحمر التي تثبت صحة معاناة المواطن.