بشّر مدير مركز الأورام بمدينة الملك فهد الطبية، الدكتور مشبب العسيري، بأن المدينة قد شرعت في بناء 10 وحدات للعلاج الإشعاعي لمرضى السرطان، ستساهم بشكل كبير في سد النقص في العلاج الإشعاعي على مستوى المملكة. جاء ذلك في تعقيب على ما نشرته "سبق" أمس عن إغلاق وحدة الإشعاع لمرضى السرطان بالملك فهد الطبية للصيانة، حيث أكد الدكتور مشبب العسيري، أن صيانة أجهزة الطبية أمر طبيعي وضروري ولا بد أن يتم بشكل دوري حتى تؤدي الخدمة المطلوبة منها على الوجه الأمثل. وأضاف أنه يتم وضع إعلانات للمرضى عن صيانة الجهاز، وبالتالي تغير مواعيد العلاج حتى تنتهي الصيانة، ثم تتم جدولة المرضى وإبلاغهم بالمواعيد الجديدة. وأشار إلى وجود جهازين بالوحدة يتم من خلالها خدمة المرضى، وعند وجود جهاز في الصيانة تعطل الجهاز الأخر، وهو جهاز حساس جداً، يحتوي على 120 محركاً في الرأس الواحد ذات حساسية عالية، وبطبيعة الحال هذا الجهاز يتطلب عناية كبيرة في صيانته، ولدى مدينة الملك فهد الطبية الخطط العاجلة للتعامل مع هذه الحالات حتى لا تتعطل خدمة المرضى. وواصل العسيري حديثه عن الاهتمام بالمرضى، مؤكداً أنه يتم دائماً إبلاغهم بوجود صيانة قبلها بمدة لتفادي حضورهم وتكبيدهم عناء المشوار، منبهاً إلى أن هناك من المرضى من يرفض المغادرة وينتظر لحين انتهاء الصيانة. وأوضح مدير مركز الأورام أن مدينة الملك فهد الطبية، تواجه ضغوطاً كبيرة على وحدة الأورام، حيث تستقبل الحالات من مستشفيات الحرس الوطني والملك خالد الجامعي، والإيمان، مدينة الملك سعود الطبية وقوى الأمن وكل مستشفيات منطقة الرياض، إضافة إلى مرضى المنطقتين الشمالية والجنوبية، وأنه لا يوجد إلا عدد قليل من وحدات العلاج الإشعاعي على مستوى المملكة، وأن لا يوجد سوى في مستشفى الملك فيصل التخصصي والمستشفى العسكري، إلى جانب مدينة الملك فهد الطبية. وبين أن الطاقة الاستيعابية لوحدة الإشعاع لمرضى السرطان، تبلغ 45 مريضاً بينما يتم استقبال 100 مريض يومياً ما يضطر إدارة المستشفى إلى زيادة ساعات العمل اليومية حيث يستمر العمل إلى التاسعة ليلاً، وذلك لتعويض قلة الأجهزة واستجابة للضغط الكبير في عدد المرضى. وأشار الدكتور مشبب إلى ندرة العاملين في هذا التخصص خاصة من العنصر النسائي، وأن أغلب المتخصصين رجال، مستبعداً أن يدخل المتخصص على المريضات إلا بوجود ممرضات إلى جانب إبلاغ المريضة بدخول المختص للقيام بعمله الفني، مشيداً بوجود ثلاث موظفات سعوديات متخصصات في التخصص النادر، موضحاً أنه يتم باستمرار ابتعاث سعوديين وسعوديات لسد النقص في هذا التخصص النادر. وحول المبالغ النقدية التي تسلم المرضى، وهي 200 ريال، أوضح الدكتور العسيري، أن هذه المبالغ تصرف للمرضى القادمين من خارج الرياض، كإعاشة وذلك من قبل الجمعيات الخيرية، وليس للمدينة الطبية علاقة مباشرة بها، بل تتيح للجمعيات القيام بعملها الخيري البحت، وكشف الدكتور العسيري أن الجمعيات الخيرية قدمت خلال العام الماضي قرابة 3 ملايين ريال وذلك بالتعاون مع الجمعية السعودية للسرطان. وذكر أن مركز الأورام بمدينة الملك فهد الطبية هو أحد المراجع الرئيسية لمرضى الدم والأورام بوزارة الصحة حيث يتم تحويل المرضى من جميع مناطق المملكة لتلقي العلاج اللازم والمتابعة الدورية، لافتاً إلى أن المركز يلقى الدعم الكامل من قبل الإدارة التنفيذية بمدينة الملك فهد الطبية حيث أنه يمثل أحد المراكز الأربعة التي تسعى إدارة المدينة حسب توجيهات وزارة الصحة أن تكون مراكز تميز (CENTERS OF EXCELLENCE) تخدم المواطنين حسب أحدث المقاييس العالمية وضمن خطط منظمة ومتدرجة يتمكن المركز في نهاية المطاف من القيام بالمهمات المنوطة به، بإذن الله تعالى. يشار إلى أن "سبق" نشرت أمس شكاوى المرضى المراجعين من عدم استقبالهم، لأن الأجهزة كانت تحت الصيانة.