في ظاهرة فلكية فريدة من نوعها لم يشهد مثلها كوكب الأرض منذ ( 100) عام , اقترب المذنب (بان ستارز) منذ شهر فبراير, وبدأ بالظهور في النصف الجنوبي للكرة الأرضية بلمعان طفيف, ومع مرور الوقت زاد لمعانه, حيث أصبح سكان قارة أستراليا يرصدونه بالعين المجردة حتى في إضاءة المدن. وعبر مذنب الاستواء السماوي منذ أسبوع ليصبح مشاهداً في النصف الشمالي للكرة الأرضية, وسيكون أكثر لمعاناً خلال الأسبوع القادم , وذلك بسبب وصوله لأقرب نقطة له من الشمس، فيما تشير الدراسات إلى أنه من المتوقع وصول لمعانه إلى- 2 مما يجعله لامعاً ومشاهداً بالعين المجردة خلال فترات وجوده في السماء، ويستمر هذا العرض حتى نهاية شهر مارس الحالي.
وأكد الباحث الفلكي ملهم محمد هندي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء وعضو سديم "الحجاز الفلكي" بأن هذه الزيارة الأولى للمذنب إلى الأرض بناء على التسجيلات التاريخية ومداره , ويعتقد العلماء أنه قذف من سحابة أورت التي تقع على حدود المجموعة الشمسية، وتعد رحماً لولادة المذنبات وأول مرة تتم, موضحاً أنه أول رصد للمذنب كان عام 2011, وذلك عبر منظومة المسح التلسكوبي للرؤية الشاملة (بان ستارز) التي تختص برصد أي جرم مقترب للأرض في هاواي والتي سمي المذنب على اسمها.
وبين هندي أن المذنبات عبارة عن كتل صخرية ممزوجة بالغاز المتجمد على سطحها والتي تتخذ مدارات حول الشمس , وتستغرق دوراتها حول الشمس بين أيام وآلاف السنوات , مبيناً أنها تأتي عادة من جليد الفضاء إلى دفء الشمس التي تعمل بواسطة رياحها على إذابة الجليد من على المذنبات, ما يسبب الذيل المشاهد خلف المذنب وهو سبب التسمية.
وأشار هندي إلى أن رصد هذا الحدث المميز لا يحتاج إلى أدوات فلكية، فيمكن رصده بالعين حتى من داخل المدن, ويفضل أن يكون الرصد في مكان مظلم وبعيد عن إضاءة المدن شريطة أن تكون السماء صافية من الغيوم والغبار, حيث يمكن ملاحظته في الأفق الغربي بعد غروب الشمس مباشرة، ويزداد وضوحاً مع غياب الشفق الشمسي.
وأضاف أن المذنب يمكث في الأفق لمدة ساعة ونصف بعد مغيب الشمس، ويعد تصويره من أهم ما يقوم به الفلكيون وهواة التصوير حول العالم, وقال: من لم يكن من هواة الفلك والتصوير أنصحه بأن يكون كذلك خلال الأسبوع القادم، لأن هذا الحدث قد لا يشاهده مرة أخرى في حياته.