دعت الجمعية الفلكية بجدة سكان المملكة في كافة المناطق الاستعداد لرصد المذنب " بان ستارز " الذي سيبدأ في الظهور مطلع شهر مارس ، حيث يتوقع انه يكون مشاهدا بالعين المجردة ويرصد من داخل المدن في واحدة من الظواهر الكونية نادرة الحدوث وهو الأول من ثلاثة مذنبات خلال العام الحالي . وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد ابوزاهرة : أن المذنب " بان ستارز " المكتشف في 7 يونيو 2011 وقبل رصده في سماء المملكة رصد في الأشهر الماضية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ". وفي الأسبوع الأخير من شهر فبراير الجاري يعكس المذنب سيره ويتجه نحو الشمال وهذا بسبب انه مدارة في شكل قطع زائد بميل زاوي 84.2 درجة بالنسبة لدائرة البروج ، وبسبب رحلته التي تزيد على 110.000 سنه قادما من منطقة " سحابة أورت " الواقعة خلف مدار كوكب نبتون من المحتمل أن تكون هذه هي زيارته الأولى إلى الجزء الداخلي من نظامنا الشمسي. وهنا يجب التوضيح بان المذنبات الجديدة من الأجرام السماوية التي لا يمكن التنبؤ بسلوكها وذلك من خلال خبرات مع مذنبات سابقة ، فالمذنب بعد اقترابه من الشمس وتأثيرها عليه بفعل جاذبيتها وحرارتها يمكن أن يكون براق أو خافت ، أو يحدث له ازدياد لمعان مفاجئ أو يتحطم إلى سحابه من الغبار ، لذلك فان كافة الاحتمالات مفتوحة . وبحسب المعطيات المدارية سوف يبدأ ألمذنب " بان ستارز " في الغروب بعد غروب الشمس في 3 مارس حيث سيقع الى أقصى يسار غروب الشمس وفي هذا الأثناء قد يكون من الصعب رصده نظرا لقربه من الأفق إضافة إلى أن أضواء المدن ، وشفق الغروب ، قد تعيق رصد المذنب. وسيقع المذنب في اقرب نقطة من الأرض في 5 مارس حيث سيكون على مسافة حوالي 100 مليون ميل وهذه المسافة تزيد عن المسافة التي تفصل الأرض عن الشمس لذلك لا يوجد خطر من اصطدام " بان ستارز " بالأرض أبدا . وستبدأ في الليالي التالية تتحسن رؤية المذنب مع ارتفاعه وابتعاده عن الأفق الغربي حيث سيظهر بلون اخضر سببه يعود إلى غاز السيانوجين و غاز ثنائي الكربون وكليهما يتوهج تحت تأثير أشعة الشمس بلون اخضر إضافة إلى انه هناك حاجة إلى أن يكون الرصد في منطقة مفتوحة بحيث أن الأفق الغربي بالكامل يكون مشاهدا و لا يحجبه بناية أو جبل أو أشجار وغيرها ، ولرصد أفضل يتم الرصد موقع مظلم بعيدا عن إضاءة المدن . وبعد بضعة أيام في 10 مارس يعبر المذنب بالقرب من الشمس من على مسافة حوالي 28 مليون ميل أو حوالي 6 مليون ميل اقرب للشمس من عطارد ، عندها ستعمل الحرارة على تسخين سطح نواه المذنب ويتحرر مزيد من الجليد والغبار من القشرة الخارجية للمذنب. ولذلك في أفضل الحالات قد يصبح المذنب براق ولمعانه الظاهري " -1 " و يكون رأس المذنب وذيله عموديان على الأفق وفي أسوء الحالات قد يصبح خافت ولمعانه الظاهري" +3 " ويظهر في صورة ضبابيه ويشاهد من خلال المنظار الثنائي العينية. وبافتراض أن المذنب استطاع النجاة بعد اقترابه من الشمس في 10 مارس ولم يتحطم سوف يرصد مساء يوم 13 مارس إلى أسفل يسار هلال شهر جمادى الأولى عقب غروب الشمس ، وسوف يشكل المذنب والقمر وشفق الغروب منظر سماوي في غاية الجمال. وسيصل المذنب إلى أقصى ارتفاع له في سماء المملكة في 14 مارس حيث سيكون على ارتفاع 15 عقب غروب الشمس وطوال شهر مارس سيكون المذنب مشاهدا في سماء المملكة ما بعد غروب الشمس منخفضا نحو الأفق الغربي وفي كل ليلة سوف يلاحظ بأنه تحرك نحو الأفق الشمالي " يمين الراصد " ليله بعد ليله أمام مجوعات نجوم الحوت ومن ثم مجموعه نجوم الفرس الأعظم و اندروميدا. ومع مطلع شهر ابريل المقبل ، وبافتراض أن لمعان المذنب وصل كما كان متوقعا سوف يخفت المذنب وذلك مع بداية ابتعاده عن الشمس وعودته إلى أعماق الفضاء جدير بالذكر أن المذنبات عبارة عن جسم جليدية يعتقد بأنها من مخلفات تشكل نظامنا الشمسي منذ حوالي 4.6 بليون سنه مضت . وهي تمتلك جزء صغير متجمد يسمى " النواة " وهي عادة لا يزيد قطرها عن بضعة كيلومترات ، وتحتوي النواة على قطع جليدية وغازات متجمدة مع القليل من الصخور والغبار . وربما يوجد في النواة قلب صخري صغير. وتعتبر المذنبات مهمة جدا لان دراسة مكوناتها قد تحل الغاز بداية تشكل نظامنا الشمسي http://up.arab-x.com/May12/7tO87858.png