اشتكى عدد من مراجعي مستشفى العارضة العام، الواقع ضمن القطاع الجبلي "شرق جازان"، من الإهمال والتدهور في مستوى الخدمات المقدَّمة للمرضى؛ بسبب إقفال بعض الأقسام وتعطُّل الأجهزة؛ ما أدى إلى عزوف الكثيرين عنه وتوجههم إلى المستشفيات الخاصة. ووثق أحد المراجعين مقطع فيديو، حصلت "سبق" على نسخة منه، ظهر من خلاله سوء النظافة الطبية والإهمال داخل غرفة الملاحظة الرجالية بقسم "الطوارئ" بالمستشفى، الذي يخدم أكثر من 75 ألف نسمة موزعين على أكثر من 700 قرية في ثلاثة مراكز.
شراشف لا تُستبدل وخصوصية مصادَرَة
وقال عدد من المواطنين ل"سبق" إن معظم أقسام المستشفى شُلت تماماً، وخرجت عن الخدمة، وذكروا أن عدم تغيير شراشف المرضى المنوَّمين لمدة تزيد على يومين جعلها بيئة خصبة لانتقال الأمراض وتجمع البكتريا والفطريات.
ولفتوا إلى أن المراجعين لإجراء كشف ما قبل الزواج يتوجهون إلى مستشفيات أخرى؛ بسبب عدم توافر جهاز كشف "الفيروسات".
وكشف مصدر ل"سبق" أن سبب عدم تغيير الشراشف الخاصة بالمنوَّمين هو إنهاء عقد المتعهد بالعارضة، والتوجه بها إلى أبو عريش للغسيل.
وقال إن المتعهد هناك يعجز عن غسل العدد المطلوب لمستشفى العارضة العام؛ وهو ما تسبب في تكدسها وعدم تغييرها بشكل يومي.
وأكد المواطنون أن بعض العيادات مشتركة مع البعض الآخر؛ حيث إن عيادة المسالك البولية مشتركة مع الجراحة في غرفة واحدة؛ ما يتسبب في مصادرة الخصوصية، وكل ذلك يحدث وصحة جازان على علم به، إلا أنها تتجاهل الأمر.
وطالبوا بتشكيل لجنة عاجلة من وزارة الصحة؛ للوقوف على حال المستشفى عن كثب، وفتح تحقيق مع المعنيين.
جهاز الأشعة معطَّل وقال المواطن نايف العقيلي إنه توجَّه قبل يومين بقريبة له تعاني ضيقاً في التنفس "الربو" إلى مستشفى العارضة العام، وطلب الطبيب المعالج إجراء أشعة لها، إلا أنه تعذر ذلك؛ بسبب تعطل في جهاز الأشعة، وأخبره أحد الموظفين بأنه مضى على تعطل الجهاز قرابة الأسبوع.
واستغرب "العقيلي" بقاء الجهاز متعطلاً كل هذه المدة، على الرغم من الحاجة الملحة له؛ حيث إنه يُعتبر الشريان الرئيسي في المستشفى، وفي حال تعرض شخص ما لحادث مروري أو ما شابه فسيتعذر علاجه، وسيتم توجيهه إلى أقرب مستشفى، الذي يبعد مسافة 45 كيلومتراً، وهي كفيلة بقتله.
الصيدلية مغلقة مساء وقال أحد المراجعين، ويدعى محمد السفياني، إنه فوجئ بعدم فتح الصيدلية في الفترة المسائية حتى يتسنى لمراجعي قسم "الطوارئ" صرف الدواء مجاناً؛ وهو ما يجبرهم على التوجه للصيدليات التجارية، وهي للقادرين على الدفع، بينما يضطر غير القادرين مادياً للانتظار لليوم التالي حتى تفتح الصيدلية الصباحية.
وأضاف: "في كل مستشفيات وزارة الصحة يوجد مناوب في الصيدلية في الفترة المسائية إلا مستشفى العارضة العام، وهذا دليل على الإهمال وعدم الاكتراث بصحة المواطن في القطاع الجبلي".
أقسام مغلقة ويتفق مع الرأي السابق مراجع آخر، قال إن قسم الأذن والأنف والحنجرة خارج الخدمة منذ شهر، ولا يعلم ما الأسباب؛ حيث يضطر مراجع القسم إلى التوجه لمستشفى آخر للعلاج. وأضاف: "ليس هذا فحسب؛ بل إن عدداً من الأقسام بالمستشفى يتم إقفالها بين الحين والآخر؛ بسبب سفر طبيب أو إنهاء التعاقد معه، ويبقى القسم مقفلاً أمام المراجعين أسابيع عدة، وهذا ما حدث قبل أشهر في قسم الولادة؛ حيث أُقفل القسم لأكثر من شهر، وتم تحويل المرضى إلى مستشفى أبو عريش العام".
عجز في الأطباء والموظفين وعلمت "سبق" أن طبيب الأنف والأذن والحنجرة - وهو مصري - حصل على إجازته السنوية منذ شهر، ولم يتم توفير بديل له بالمستشفى.
كما يوجد نقص في موظفي الصيدلية بالمستشفى؛ إذ يوجد أربعة موظفين فقط، أحدهم مكلف من مستشفى آخر؛ وهو ما تسبب في إغلاق الصيدلية في الفترة المسائية نتيجة وجود عجز في أعداد الموظفين.