حملت طائرة الإخلاء الطبي، صباح اليوم الأربعاء، رجل الأمن الذي بُترت كلتا قدميه: إحداهما من فوق الركبة، والأخرى من أعلى الفخذ، نتيجة إصابته أثناء عمله الرسمي في مطاردة المجهولين بسقوط حجر على نصفه السفلي، لنقله إلى مستشفى قوى الأمن، بعد انتظار لهذا النقل دام أكثر من شهر. وتبيّن التفاصيل التي حصلت عليها "سبق" أنه أثناء مشاركة العريف "حسن علي الغيلاني الشهري" في حملة أمنية لمطاردة المجهولين في المجاردة؛ سقطت عليه صخرة احتجزته لأكثر من 45 دقيقة، لم يخرجه من تحتها سوى رافعة لأحد رجال الأعمال بالمنطقة، وتم نقله إلى مستشفى المجاردة العام بتاريخ 15 من شهر ربيع الأول الماضي.
وقال أقرباء الغيلاني: "للأسف وجدنا إهمالاً في مستشفى المجاردة، حتى إنه لم يُعطِ إسعافاً للدم الذي فقده أثناء احتجازه تحت الصخرة، وتم نقله إلى مستشفى عسير المركزي، حيث بتر الطاقم الطبي ساقيه من فوق الركبتين، ثم تطور البتر حتى وصل لرجله اليسرى من أعلى الفخذ تماماً".
وتابعوا: "كان الإهمال واضحاً من مستشفى عسير تجاه رجل أمن ضحى بحياته وصحته وعافيته لأجل الوطن، فقد كنا ننتظر في بعض الأوقات إلى 10 ساعات لإجراء التغييرات فقط للمريض".
وناشد أقرباء الغيلاني وزير الداخلية بنقله للعلاج في أحد المستشفيات المتقدمة خارج المملكة، وقالوا إن ذلك يُعد تكريماً لرجال الأمن حماة الوطن، خصوصاً أن الإصابة لحقت به وهو يرتدي الزي الرسمي للأمن العام.
وعلمت "سبق" أن الغيلاني يبلغ من العمر 35 عاماً، وأمضى أكثر من 15 عاماً في خدمة الأمن، كان آخرها العمل في نقطة أمن المجاردة، وهو يعول أبناء أخيه الثلاثة، والذي توفي في حادث مروري. ولدى الغيلاني زوجتان وستة أطفال أكبرهم فتاة لا تزال في المرحلة المتوسطة، بينما أصغر ذريته "ريتال"، وعمرها 20 يوماً، لم يرها حتى الوقت الحالي؛ إذ إنها وُلدت وهو بين مشارط ومناشير البتر في مستشفى عسير.
ويأتي الحادث بينما يتحرك المجهولون في عسير حركة مريبة، بينما ينفي الناطق الإعلامي لشرطة عسير، المقدم عبدالله شعثان، أي مقاومات أو تعديات من العمالة السائبة، وهو الأمر الذي لاقى استهجان الكثير من المتابعين، خصوصاً أنه سبقه ب 26 يوماً تصريح ل"سبق" للمقدم آل شعثان أكد فيه مقاومة أحد العمالة الإفريقية لرجال الأمن في أحد مطاعم أبها، وهو الأمر الذي أدى إلى إسعافه عن طريق الهلال الأحمر، وطلب المساندة من الدوريات الأخرى، وتلاه تصريح آخر في يوم تصريح النفي نفسه، يؤكد تعرض رجل أمن في ظهران الجنوب إلى إصابات وجروح قطعية عند محاصرة إثيوبيين؛ مما أدى إلى نقل رجل الأمن إلى طوارئ مستشفى ظهران الجنوب العام.
وتساءل عددٌ من المواطنين: "هذا ما نشاهده من تعدي هذه الفئة على رجال الأمن، فكيف بها مع المواطن البسيط؟".