طالب مجموعة من الأشخاص في حملة نظموها على موقع " فيس بوك " بتكريم الشهيد الباكستاني "فرمان علي خان" الذي أنقذ 14 شخصاً في كارثة جدة واستشهد بعدها. واقترح الأعضاء المنظمون لحملة تكريم الشهيد الباكستاني على الجهات ذات العلاقة في السعودية، تكريم الشهيد بتسمية شارع من شوارع جدة باسمه، ومنحه وسام الملك عبدالعزيز، وتقديم الدعم المادي لأسرته التي فقدت عائلها بعد استشهاده. ووصفت الحملة الشهيد بأنه ليس بالغريق العادي، بل كان سبباً في إنقاذ حياة 14 شخصاً وهم الآن على قيد الحياة, وأنه سطر أروع وأجمل ملاحم التضحية عندما قدم نفسه لإنقاذ هذه الأرواح. وذكرت الحملة "يجب علينا من منطلق شكر الناس, وتكريمهم حتى وإن ماتوا أن نتحرك جاهدين لعمل ما يلزم لتكريم هذه النماذج النيرة وتخليد ذكراها". الجدير بالذكر أن عدد أعضاء الحملة حتى إعداد هذا الخبر وصل إلى 10523 عضواً تناولوا سيرة البطل الذي أراد أن يهزم السيل.. وصال وجال معه 14 مرة، كان خلالها البطل الذي يواجه العدو بقوة العزيمة والإيمان أمام هتاف الجماهير وتكبيراتهم في ختام كل جولة ينتصر فيها، فلم يكن أمام خصمه الجبار إلا وضع النهاية والانتقام الذي أودى بحياة البطل، تاركاً وراءه زوجته وبناته الثلاث زبيدة، ومديحة، و جويرية. وكانت صحيفة الحياة قد أوردت اليوم قصة " فرمان علي عمر خان" الشهيد الباكستاني الذي كان على موعد مع القدر، استشهد بعد أن كتبت على يديه الحياة لأعداد من الغارقين في سيول جدة، حتى إن آخر الناجين لم يفصل بينه وبين البطل سوى مترين فقط، كانت الفاصلة بعد أن انهارت قواه وارتطمت قدمه بجسم صلب ليسقط بعدها وتغمره المياه فلم يجد من يملك شجاعته ليواجه قوة تلك السيول وينقذه. كانت آخر جملة ذكرها لإمام المسجد المجاور لمنزله "فيه ناس كثير يموت عند مستوصف" وغادر لمساعدة المحتجزين داخل المياه. وقال إمام المسجد محمد عابدين علي إن "الشهيد الذي عرف في الحي منذ سنوات بالشهامة والطيبة، كان في يوم المطر على غير العادة ذهب وعاد إلى الطريق العام أكثر من مرة، وكانت هناك قوة إلهية غريبة لمحتها قبل أن يغادر أثناء حمله سطلين من المياه دفعة واحدة ذات عبوات كبيرة لخفض منسوب المياه المرتفع حتى لا تغمر المياه المسجد، إلا أنني لم أرغب أن أشغله عن ممارسة عمله في المحل التجاري المتواضع الذي يعمل فيه وترك أبوابه مفتوحة فأوقفته عن مواصلة حمل المياه بالقوة". وأضاف: "لم يهدأ له بال بعد أن بدأت السيول تجرف الأشخاص والسيارات في طريق مكة، فترك محله مفتوحاًً وذهب ليقوم بأعمال الإنقاذ بعد أن قام بتجميع عدد من الحبال أوصلها ببعضها بعضاً وربطها في أنابيب صرف صحي قبل أن يربطها في جسده للدخول في المياه وإخراج المحتجزين ومن جرفتهم السيول". وأكد إمام المسجد أن الشهيد كان يتمتع بشهامة مع كل من عرفه حتى إنه يقوم بإعطاء من يطلب النقود للحاجة من دخله اليومي كان آخرها قيامه بإقراض شخص من خارج الحي في يوم وفاته 42 ريالاً أعادها بعد أن توفي فرمان لتسليمها لأحد ذويه.