طفرة علمية كبيرة، كشفت عنها أكثر من صحيفة بريطانية وأمريكية، وهي اكتشاف أول "يد صناعية" في العالم يمكنها أن تشعر بملمس الأشياء. وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية: "هذا الخبر يعد بشرى سارة لكل من فقدوا أطرافهم، فذلك الاكتشاف سيكون رائداً ويقدم جيلاً رائداً من الأطراف الصناعية التي تمتلك مزيداً من الإدارك الحسي". وكشفت الصحيفة عن سيلفسترو ميكيرا، الأستاذ في مدرسة الفنون التطبيقية الاتحادية في لوزان بسويسرا، أن أول من تم تطبيق ذلك الاكتشاف عليه، هو مريض، رفض الكشف عن اسمه، في العشرينات من عمره يعيش في روما، وفقد الجزء السفلي من ذراعه عقب وقوع حادث له. وتعتمد اليد الصناعية الجديدة على توصيل مجموعة من الأسلاك الدقيقة بالنظام العصبي للمريض، التي ستكون قادرة على السيطرة على حركات اليد بصورة عادية جداً، عقب استقبال أجهزة الاستشعار على سطح الجهاز، التي تعمل في صورة مشابهة لخلايا اللمس بالجلد، ونقلها إلى الجهاز العصبي الذي يترجمها لأوامر يتم من خلالها الشعور بملمس الشيء وتنفيذ الأوامر بدقة. وقال دكتور ميكرا إن الجهاز الجديد يعمل عن طريق توصيل أقطاب كهربائية عن أعصاب الذراع الرئيسية المتحكمة في حركة اليد؛ ما يسمح للرجل أن يسيطر على حركة يده عن طريق أفكاره، التي يتحول إلى إشارات حسية تنتقل من الدماغ إلى أجهزة الاستشعار في يده، وتوفر قناة ثنائية الاتجاه بين النظام العصبي للشخص ولليد الصناعية. وتابع الباحث المنفذ للاختراع قائلاً: "لقد أحرزنا تقدماً حقيقياً، وبات هناك أملٌ واضحٌ لمبتوري الأطراف أن يشعروا أنهم لم يفقدوا أي أطراف، وأن يكون الطرف الصناعي مثيلاً للحقيقي، ويوفر نفس ردود الفعل الحسية التي كان يشعر بها حينما كانت يمتلك يداً حقيقية". من جانبها، قالت الجمعية الأمريكية للعلوم المتقدمة في بوسطن: "تلك اليد الصناعية تمنح مستخدمها شعوراً حسياً أكثر من أي جهاز آخر كان يستخدمه مبتورو الأطراف، وعلى الأرجح هي الأقرب لليد العادية". وأضافت في بيان رسمي: "يمكننا أن نعتمد ذلك الجهاز بصورة رسمية لمبتوري الأطراف، عقب تقديم مجموعة من الحلول الطبية والمعالجات الطبية للمرضى قبل استخدامهم للجهاز؛ حتى يكون ذا فعالية أقوى". وكانت الجمعية قد علقت منذ فترة نموذجاً ليدٍ صناعيةٍ تم تصنيعه في 2009، قادراً على التحكم وتحريك أصابع اليد بصورة جزئية، بعدما أشار المرضى إلى أنهم يشعرون بوخز كالإبر في أيديهم عقب استخدامهم ذلك الجهاز، وهو ما ليس متوفراً في "اليد الصناعية" الجديدة، بحسب الإندبندنت. وعن ذلك قال ميكرا: "الجهاز الجديد لا يحوي ذلك الخطأ؛ لأنه يعتمد على مركزين أو أكثر لتلقي المعلومات وتوزيعها ما بين اليد والرسغ؛ ما يجعل الشخص لا يشعر بأي وخز في يده". ولكن الجهاز الجديد، وفقا للإندبندنت لن يكون متاحاً للمرضى العاديين إلا قبل عامين، بعدما يتم اختباره بصورة كاملة ودراسة أي أعراض جانبية له. كما أشارت الصحيفة إلى أنه توجد بعض العيوب التي يجب تداركها في الجهاز، وهي أنه يجب على المريض أن يزيل كل "الطرف الصناعي" كل فترة وبصورة دورية؛ لمنحه قسطاً من الراحة حتى يعود لممارسة عمله بكفاءة. وقالت إن هناك مشكلة أخرى، وهي: "كيفية إخفاء الأسلاك المثبتة على جلد المريض؛ لجعل منظرها أقل فظاظة"، ولكن دكتور ميكرا أشار إلى أنهم يدرسون حالياً زراعة تلك الأسلاك تحت جلد المريض حتى لا تكون ظاهرة للمتعاملين مع الشخص المستخدم لليد الصناعية.