يستضيف برنامج الرئيس، الذي يقدّمه الزميل صلاح الغيدان وتعرضه قناة لاين سبورت برعايةٍ إلكترونيةٍ من "سبق"، في حلقته عند التاسعة مساء غد الأحد، اثنين من قياديي وزارة الصحة للرد والتوضيح حيال حلقة الأسبوع الماضي من البرنامج والتي حملت عنوان "الجرائم الطبية" واستعرضت سلسلةً من الاخطاء الطبية سردها المتضرّرون وأقاربهم. وكانت الحلقة المثيرة من البرنامج والتي عُرضت قبل نحو 24 ساعة من افتضاح قضية الطفلة رهام حكمي في جازان، تحدّث فيها القاضي السابق بديوان المظالم والمحامي حالياً محمد الجذلاني، عن الأخطاء الطبية واصفها ب "الجرائم الطبية"، قائلاً "يجب التفريق بين الأخطاء، بعضها تشخيصٌ أو اجتهادٌ خاطئ وموجودة في جميع دول العالم، ولا يمكن القضاء عليها بالكامل، لكن عندما ننتقل إلى أخطاءٍ تأتي كأنها شبه متعمدةٍ فهذه جناية وهي جريمة، والغريب أنه في بعض المستشفيات حدثت حالات شنيعة وجميعها تحدث في مستشفى واحدٍ. واستعرضت الحلقة اخطاءً طبية نشرت في صحفٍ ورقية وإلكترونية، منها: تشويه وجه طفلٍ في مستشفى حكومي، وفاة 21 مولوداً وأماً بعد 110 أيام من افتتاح المستشفى، مريض المقص المكسور. الجذلاني علّق على هذه الأخطاء قائلا إن بعضها يأتي لغياب الحس الإنساني والإهمال مشيراً إلى أن والده، نسي في بطنه مقصٌ قبل 25 سنة، وعانى سنوات طويلة. وقال "من 25 سنة ومازال الخطأ يتكرّر، هذا يدل على واقع الصحة وإن كنا نفاخر بتقدُّم الخدمات ولكن مثل هذه الأخطاء تقلل من المفاخرة". وأضاف بالقول "موقعنا في الرقابة على الأخطاء وكيفية التعامل معها وموقعنا من خلال حصول من تعرّض للخطأ على حقه وتعويض مناسب، أعتقد بأنه في ذيل دول العالم. ومع الأسف يأتي ذلك ونحن نطبق الشريعة الإسلامية، والشريعة بريئة من هذا الأمر ولكن الخلل في تطبيق الشريعة حيث يوضح ذلك حاجتنا إلى فقه عصري". وقال "في بعض الأخطاء تحدّد مبالغ معينة ، ونحن نتفاخر بمزاين الإبل ونبيعها ب 10 ملايين ريال حتى أصبحت أغلى من الإنسان فهل هذه شريعة؟". وسرد الجذلاني قصةً رواها قاضي استئناف، تتمثل في دعوى رفعتها امرأة وقع عليها خطأ طبي فادح وحكمت لها اللجنة الطبية الشريعة مجموع ديات، 550 الف ريال حيث اعترض الزوج وأُحيل الاعتراض لديوان المظالم، وفي أثناء نظر القضية تُوفيت المرأة فتبين أن وفاتها بسبب الأخطاء الطبية وحكم لها بدية واحدة ب 125 ألف ريال بدلاً من المبلغ السابق. الجذلاني وبعد استعراض الحالات، قال "كل الحالات من صور الإهمال وغياب الرقابة، وهي أخطاء تمارس يومياً مع حالات اعتيادية، الحلول تمكن في البحث عن الأسباب ومعالجتها وأهمها عدم وجود البنية التحتية لإدارة الأخطاء الطبية وغياب النظام الدقيق للإبلاغ عن الأخطاء وغيرها. وكانت الحلقة قد استعرضت 7 أخطاء طبية، منها نسيان قطعة قماش داخل رحم فتاة عمرها 18عاماً، واستئصال رحمها، ووفاة مواطن بسبب إهمال طبي، خلال عملية ربط المعدة، ونسيان سلك طوله 13 سم في شريان قلب شاب في مستشفى خاص، وحالة الإعلامية شذى الطيب داخل مستشفى خاص بالجبيل خلال عملية بالظهر، وحالة شاب عانى الأخطاء والإهمال لفترة طويلة تمثلت حسب سرده للقضية في شعوره بألمٍ في الرأس اتجه على أثره للمستشفى وبعد أشعة اتضح وجود ورمٍ بالرأس، وأشعر بضرورة إجراء عملية لسحب السوائل، وتمت العملية وأخذت عيّنة من الورم، وخضع للعلاج الكيماوي والاشعاعي ثم أجرى عملية أخرى، وبعدها لم يعد يجد سريراً لجلسات العلاج، وبعد فترة أُفيد بأن الورم ازداد حجمه، واستمر في العلاج سنتين ونصفاً، وقدّم شكوى بعدها وبعد انتظار ثلاثة أشهر قابل وزير الصحة ووعده بإنهاء موضوعه خلال شهرين وتأخّر الموضوع. وقال الشاب "بعد ذلك اتجهت لمحامٍ وتعرّضت لحيلةٍ من قناةٍ تلفزيونية استعطفت الناس وجمعت الأموال باسمي، ثم بعد سنة أُحيل موضوعي للقضاء وعقدت جلسة واحدة ومنذ 15 شهراً لم أخرج بشيء، مؤكداً أنه لجأ إلى هيئة وجمعية حقوق الإنسان دون فائدة.