قال الشيخ عبدالله المطلق، المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء: إن المحتفلين بالمولد النبوي ليسوا كلهم على خطأ، مشيراً إلى أن هناك منهم من يستغل هذه الفرصة للتعريف بالرسول -صلى الله عليه وسلم- ونقل الصحيح من أخباره وسيرته ومنهجه، بحكم أن الناس يستمعون فيها إلى سيرته أكثر من غيرها، واعتبر المطلق هذا من "أفضل الأعمال، ومن انتهاز الفرص لإسماع الناس الخير". وأضاف المطلق: "هناك صنف آخر من المحتفلين بالمولد النبوي يرونه عبادة، ويلومون من لا يحتفل به، وهؤلاء مخطئون؛ لأن الرسول لم يحيِ يوم ميلاده ولا آله ولا صحابته، ولم تخرج هذه البدعة إلا في الدولة الفاطمية"، ورأى أن قصيدة "البردة" الشهيرة تحوي شركيات ذمّها الرسول الكريم.
وتطرّق المطلق في حديثه خلال ندوة "الرسول والحياة"، التي أقيمت بديوانية الدكتور محمد بن قويد، إلى "حديث القرآن الكريم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وربط ذلك بالأحداث والنوازل التي تمر بها الأمة الآن"، وشدد على أهمية صناعة إعلام هادف يستهدف كافة شرائح المجتمع.
ورأى المطلق أن إقامة مسابقة شعرية يتنافس فيها الشعراء للحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ستكون فرصة لأداء غرض مدحه -صلى الله عليه وسلم- وتنفي التهم والافتراءات الكاذبة التي تنسب إلى السلفية حوله، مؤكداً أن مجال المدح واسع، ولكن بلا غلوّ فيه.
بعد ذلك تحدث الدكتور عائض القرني، الداعية الإسلامي، وتطرق في حديثه إلى جانب الصفح والرحمة والعفو عن الزلة في حياة رسول الله، وسرد عدداً من المواقف الأخلاقية العظيمة التي تجسد هذا الجانب في حياته صلى الله عليه وسلم، وفتوحاته، وتعامله مع أهله وأصحابه، ومعاركه ومع الأعداء والأسرى.
وعرض القرني بعض أبياته الشعرية التي مدح فيها الرسول الكريم، وشدد على أهمية إرسال الجامعات ووزارة الشؤون الإسلامية للدعاة إلى الخارج للحديث عن الرسول وذكر سيرته وإعداد ندوات عنه، مبيناً أن هذه كلها أساليب للدفاع عن الرسول، ومؤكداً على دور الإعلام في هذا الجانب، ومحمّلاً إياه أمانة التعريف بالرسول والذب عنه.
وشارك في الندوة التي أدارها الدكتور سليمان العيدي وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد لشؤون التلفزيون، كل من: الدكتور عبدالله بن وكيّل الشيخ، الذي تطرق في حديثه إلى جانب الاعتدال عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما شارك الشاعر خالد العتيبي بإلقاء قصيدته الشهيرة في مدح الرسول، وأداها خلال اللقاء المنشد سمير البشيري.
وقال الدكتور محمد بن مران بن قويد، صاحب الديوانية: إنها ستعمل على تحقيق استمرارية إقامتها طوال السنة، مبيناً أن لقاءاتها الشهرية ستكون متنوعة بين استضافة الشيوخ والعلماء والدعاة والمفكرين والمثقفين؛ إيماناً منها برسالتها التي تدعو للارتقاء بالفكر، لافتاً إلى أن اللقاءات المقبلة ستكون بينها ندوات اقتصادية وطبية واجتماعية.
وفي ختام اللقاء كرّم الدكتور محمد بن مران بن قوّيد، ضيفي اللقاء الأول من الديوانية الشهرية، وكذلك المشاركين فيها، والإعلاميين الممثلين للجهات الإعلامية.