قدم ما يزيد 20 الف شاب سعودى ( حتى الآن ) فى "الحملة الشعبية لإنقاذ مدينة جدة " نموذجاًً لحملات الأزمات، أبرزوا خلالها دور المجتمع المدنى والعمل التطوعى المنظم، وقد بدأ ذلك على موقع " فيس بوك" الذي حولته الحملة إلى غرفة عمليات. وبدأت حملة إنقاذ جدة بعد وقت قليل من بدء كارثة السيول يوم الأربعاء 25 نوفمبر، ودشنت حتى اليوم الأحد 29 نوفمبر ما لم تدشنه حملة أخرى، حيث بلغ عدد أعضاء الحملة حوالي 20 الف عضو، قدموا 566 صورة للوقائع، و20 مقطع فيديو، نبهت المسؤولين إلى حجم الكارثة. وكشف بيان الحملة منذ البداية عن وعى شديد وقدرة على التنظيم تحت قيادة كل من المحامي والناشط الحقوقي وليد أبوالخير، والمستشار الإعلامي طراد الأسمرى والمحامى عمار جاستينا، واتسمت القيادة بالحكمة التي يتطلبها الموقف، وركز البيان تنسيق الجهود التطوعية، وكشف الحقائق من خلال برنامج إعلامي نشط التوعية بكيفية التعامل القانوني مع الكارثة. ونسقت الحملة الجهود التطوعية، من خلال "برنامج أصدقاء جدة للعمل التطوّعي" وتسجيل بيانات المشاركين تمهيداًً لتوجيههم إلى مكان العمل، وبالفعل نجحت الحملة في ضم ما يزيد على 20 الف شاب وفتاه خلال خمسة أيام، بواقع 4 الآف عضو يومياًً، من رجال ونساء يشارك معظمهم الآن في جهود الإنقاذ، بالبحث عن جثث بين الأنقاض، ومساعدة المتضررين على التوجه إلى أماكن الإيواء. وعلى الجانب الإعلامي قدمت الحملة 566 صورة فوتوغرافية للوقائع، و20 مقطع فيديو، وهو ما مثل مادة غزيرة للإعلام السعودي، إلى جانب العديد من التقارير والشهادات للأهالي عما حدث، ومنها شهادة المواطن الصحفي المهندس محمد الخثعمي الذي وصف باقتدار تام الوقائع التى جرت ونقلت عنه صحيفة الوطن" أمس الأحد 29 نوفمبر شهادته بالكامل، كل هذا نبه المسؤولين والمجتمع إلى حجم الكارثة، فجاء التفاعل على أعلى مستوى. وفي الجانب القانوني قدم المحامي والحقوقي السعودي وليد أبو الخير المحامي والمحامى عمار جاستينا مبادرة لصياغة لائحة ادعاء من أهالي المدينة ضد أمانة مدينة جدة لمحاسبتها على التقصير في مهامها، ورفع خطاب لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة للمطالبة بمحاسبة المقصرين. وفى خضم المشكلة قدم الكثيرون تفسيراًً علمياًً لما حدث مدعوماًً بالأدلة والبراهين والخرائط، فقدم الدكتور محمد الثبيتى تفسيراًًً يعتمد على طبوغرافية الموقع الذي بنيت فيه مدينة جدة يقول الثبيتى " يقطع جدة أربعة أودية تتخذ من أحياء جدة مصباً لها على مر التاريخ وهى أودية غليل وحصاة مريخ وبريمان والكراع" ، وعاب الثبيتى على من خطط مدينة جدة البناء في مصبات الأودية، وإتفق معه في الرؤية مهندس البيئة عبدالمعين محمد بوقس الذي عرض مشروع تخرج بقسم عمارة البيئة أثبت فيه بالخرائط أن مدينة جدة تتأثر ب(11) واديا ينحدر من الشرق بإتجاه الغرب بسبب طبوغرافية المنطقة منها (4) أودية رئيسية وتم تخطيط مدينة جدة لتكون المخططات السكنية متموضعة على مسارات الأودية مما أدى إلى غلق مسارات تصريف مياه الأمطار. وساعدت عوامل كثيرة على نجاح الحملة الشعبية لإنقاذ جدة إلى جانب وضوح الهدف من الحملة وهو تنسيق جهود الإنقاذ هناك السرعة فى الأداء والتفاعل الإيجابي بين الجمهور وإدارة الحملة، حتى أصبح موقعها على "فيس بوك" غرفة عمليات تبث البيانات وتتلقى البلاغات وأرقام التليفونات وتوجه المتطوعين.