رفع معالي الفريق «سعد بن عبدالله التويجري» -مدير عام الدفاع المدني- عظيم الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لرعايته الكريمة لحفل تخرج دورة التأهيل الفني على أعمال الدفاع المدني، والتي تعد أكبر دورة تدريبية لتأهيل الأفراد في تاريخ جهاز الدفاع المدني، حيث بلغ عدد الخريجين فيها أكثر من (2500) فرد، مؤكداً على أنّ رعاية سمو وزير الداخلية للحفل وتشريفه له تجسد عناية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بتطوير قدرات الدفاع المدني للوصول لأعلى درجات الكفاءة في أداء مهامه الإنسانية والوطنية في الحفاظ على الأرواح والممتلكات وحماية مكتسبات الوطن. خطة التدريب أفادت (11) ألفاً من الضباط والأفراد خلال عام 1433ه وقال في حوار ل»الرياض» إنّ دعم الدولة -رعاها الله- أسهم في تحقيق طفرة نوعية هائلة في مستوى البنية الأساسية التدريبية بالدفاع المدني في جميع مناطق المملكة، وتحسين مخرجاتها من المتدربين المؤهلين، من خلال استخدام أحدث أنظمة وتقنيات التدريب، معرباً عن ثقته في أنّ انضمام هذا العدد الكبير من الأفراد للعمل بجهاز الدفاع المدني يدعم خطط التطوير، والتحديث، وتوسيع انتشار الوحدات الميدانية في جميع مدن ومحافظات المملكة، وفيما يلي نص الحوار: إيفاد (100) من الخريجين في دورات تدريبية تخصصية خارج المملكة حافز للشباب * ماذا تقولون عن رعاية صاحب السموالملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية لحفل تخرج دورة التأهيل الفني لأفراد الدفاع المدني؟ - بكل صدق إنّ رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية لحفل تخرج دورة التأهيل الفني مصدر فخر، واعتزاز، وتشريف لكل رجال الدفاع المدني، والذين تعودوا من سموه -حفظه الله- التواجد بينهم ومشاركتهم الاحتفال بكل إنجاز جديد يضيف إلى قدرات الدفاع المدني، ونحن نشكر لسموه هذه الرعاية الكريمة وحرصه على تشريفنا بحضور هذا الاحتفال، والذي يجسد بحق حرص الدولة -رعاها الله- على تطوير قدرات جهاز الدفاع المدني البشرية والآلية ليؤدي دوره في الحفاظ على سلامة أبناء الوطن والمقيمين فيه، وحماية مكتسبات الوطن بأعلى درجات الكفاءة والاقتدار، كما أنّ هذه الرعاية الكريمة حافز كبير لشباب الدفاع المدني من الخريجين وهم يبدأون مسيرتهم العملية في ميدان الواجب لبذل كل الجهد والتفاني في أداء مهامهم. المسؤول الذي يضيق صدره من النقد الهادف والبناء عليه أن يترك موقعه مقومات نجاح * ما هي مقومات نجاح الدفاع المدني في التأهيل الفني لهذا العدد الكبير من الأفراد والذي يزيد عن (2500) فرد في دورة واحدة؟ - لعل أول هذه المقومات -بعد توفيق الله تعالى- توفر البنية التحتية اللازمة لتنفيذ الخطط التدريبية، وفي هذا الصدد نقول بكل فخر إنّ هناك طفرة هائلة قد تحققت في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في مستوى معاهد ومراكز التدريب بالدفاع المدني، والتي وصل عددها إلى(10) مراكز ومعاهد، إلى جانب مركز تدريب اللياقة البدنية والنشاط الرياضي، ومن المؤشرات على ذلك أنّ التكلفة الإجمالية لتهيئة منشآت التدريب بالدفاع المدني تجاوزت حتى الآن (300) مليون ريال، كما أنّ هناك خطة لإنشاء مدينة تدريب متكاملة في منطقة الرياض وأخرى بمكة المكرمة، ويضاف لذلك التخطيط العلمي في رسم السياسات التدريبية في الدفاع المدني، من حيث تلبيتها للاحتياجات الميدانية والتغير النوعي في طبيعة مهام الدفاع المدني وارتباطها بالبرامج والمشروعات المستقبلية، دون إغفال لأهمية دور منفذي الخطط من المدربين المؤهلين على أعلى مستوى لتنفيذ البرامج التدريبية في جميع معاهد ومراكز التدريب. سمو وزير الداخلية يطلع على مركز الدفاع المدني في الدمام تعاون دولي * بالإشارة إلى المستوى الرفيع للمنشآت التدريبية بالدفاع المدني؛ كيف ترون حجم مخرجاتها من المتدربين من الضباط والأفراد، وهل ثمة إحصاءات دالة في هذا الشأن؟ - عندما نتحدث عن دورة واحدة للتأهيل الفني لأفراد استفاد منها ما يزيد عن (2500) فرد تلقوا التدريب العسكري، والتأسيسي، والفني، في معاهد ومراكز التدريب فإنّ ذلك مؤشر واضح على المستوى المتميز للمنشآت التدريبية، علماً بأنّه خلال العام المنصرم 1433ه تم تنفيذ مايزيد عن (374) دورة تدريبية، بلغ عدد المستفيدين منها ما يقرب من (11) ألفا من رجال الدفاع المدني في مختلف التخصصات بخلاف الدورات التدريبية التي يتم تنفيذها بالتعاون مع جهات خارج المملكة، والتي تشارك فيها أعداد كبيرة من الضباط والأفراد والفنيين، إضافةً إلى أنّ هناك دورة تضم (3500) فرد سوف يتخرجون باذن الله في شهر رجب القادم. خطط تدريبية * من المعروف أنّ المخاطر ذات العلاقة بأعمال الدفاع المدني تختلف من منطقة إلى أخرى، فهل يراعى ذلك في خطط وبرامج التدريب؟ - هناك مسارات أساسية يتم تطبيقها في جميع خطط وبرامج التدريب، منها التدريب التأسيسي، والتدريب المتقدم، والتأهيل الفني، ثم التدريب التخصصي، ولكل مسار من هذه المسارات خطة زمنية وأهداف محددة، بحيث يصبح بإمكان المتدربين امتلاك كل المهارات والخبرات العلمية والعملية اللازمة لأداء جميع أعمال الدفاع، تبعاً للمهام المنوطة بكل منهم وتراعي هذه الخطط الإحتياجات التدريبية في كل منطقة، والتي قد تختلف عن غيرها من المناطق لإختلاف ظروفها المناخية أو الأنشطة الصناعية بها وغيرها من العوامل، وهناك مجلس أعلى للتدريب مهمته دراسة الاحتياجات التدريبية لرجال الدفاع المدني بالمناطق، واقتراح البرامج التدريبية اللازمة للفرق والوحدات، والرفع بها إلى الإدراة العامة للتدريب لدراستها واتخاذ إجراءات تنفيذها. الدفاع المدني يستخدم آليات حديثة ومطورة تقنيات حديثة * أشرتم إلى وجود تغير نوعي في طبيعة الحوادث التي يباشرها رجال الدفاع المدني، فما هو هذا التغير وانعكاساته على خطط وبرامج الدفاع المدني؟ - هذا التغير يرتبط أساساً بما تشهده بلادنا من نهضة ترتفع صروحها في جميع المناطق من مدن صناعية واقتصادية ومنشآت تعليمية كبرى، وعلى سبيل المثال هناك ارتفاع كبير في أعداد المباني العالية؛ مما يتطلب بدوره تكثيف التدريب للتعامل مع الحوادث التي قد تقع في هذه المباني، وهناك المنشآت الصناعية والتي تحتاج إلى تدريب تخصصي للتعامل مع حوادث المواد الخطرة وهكذا، خاصة وأنّ التطور الكبير في آليات الدفاع المدني ومعداته يتطلب بدوره تأهيل الضباط والأفراد للوصول إلى أعلى درجات الكفاءة في استخدام الآليات والمعدات وغيرها من التقنيات الحديثة. آليات متطورة تناسب جميع الحوادث ابتعاث خارجي * يزخر جهاز الدفاع المدني بعدد كبير من الضباط الحاصلين على درجة الدكتوراه والماجستير، فإلى أي مدى إفادة الجهاز من هؤلاء؟، ولاسيما في مجال التدريب؟ - لاشك أنّ وجود هذا العدد من الضباط الحاصلين على درجة الدكتوراه والماجستير والذين تجاوز عددهم (215) ضابطاً، وما يزيد عن (60%) من الضباط الجامعيين يمثل إضافة نوعية مهمة لقدرات الدفاع المدني، ويدعم خطط التطوير من خلال ما اكتسبوه من خبرات علمية رفيعة وإطلاعهم على أحدث التجارب والأساليب في التعامل مع الحوادث، بعد ابتعاثهم للدراسة في الخارج أو في الجامعات السعودية، وقد أفاد الجهاز كثيراً من هذه الخبرات في مجال التخطيط، والتدريب، وإدرة الكوراث، ورصد وتحليل المخاطر، وإدراة العمليات وغيرها، ولا يفوتنا هنا أن أعبر عن شكرنا لوزارة الداخلية لإتاحة الفرصة لابتعاث ضباط الدفاع المدني للدراسة في أكبر الجامعات الأجنبية، من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وسوف نلمس مدى الإفادة من ذلك بصورة أكبر في المستقبل القريب بمشيئة الله. تأهيل فني * وهل ثمة توجه لابتعاث أوائل الخريجين في الدورات التدريبية بالدفاع المدني للدراسة بالخارج؟ - نحن حريصون على توفير فرص الدراسة للمتفوقين من الطلاب والخريجين تبعاً للسياسة التدريبية بالجهاز والاحتياجات الفعلية في بعض التخصصات، وقد تقرر فعلاً إيفاد(100) من الخريجين المتفوقين بدورة التأهيل الفني في دورات تدريبية تخصصية بالخارج، بما يسد النقص في بعض التخصصات ويدعم خطة إنشاء مراكز جديدة للدفاع المدني في مدن ومحافظات المملكة، ولاسيما أن هناك (187) وحدة ميدانية ورفدها بأعداد كافية من الأفراد، وإنشاء (200) مركز جديد للدفاع المدني تعتمد أساساً على هذه الطاقات الشابة من الضباط والأفراد. معايير معتمدة * لكن هل ثمة آليات لضمان جودة برامج التدريب بالدفاع المدني؟ - هناك مجموعة من المعايير المعتمدة في جميع برامج التدريب بالدفاع المدني من حيث مستوى المدربين أو التجهيزات التدريبية أو ساعات التدريب لضمان جودة العملية التدريبية وكفاءة مخرجاتها، ويتم مراقبة هذه المعايير عبر ادارة تقييم البرامج بالإدارة العامة للتدريب وعبر إدارة الجودة بالمديرية العامة للدفاع المدني، وهناك تنسيق مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة في هذا الشأن، مع الأخذ بالاعتبار أنّ المعايير المعتمدة في التدريب هي ذاتها المعتمدة من قبل المنظمات الدولية المتخصصة في مجال الدفاع المدني مثل المنظمة الوطنية للوقاية من الحريق في أمريكا، وكلية خدمات الإطفاء البريطانية. ورش الصيانة * يمتلك الدفاع المدني تجهيزات وآليات متطورة تتطلب خبرات تخصصية لصيانتها، فإلى أي مدى تتوفر هذه الخبرات؟، وما هي أبرز ملامح خطة صيانة آليات الدفاع المدني؟ - الحقيقة أنّ كثيراً من آليات الدفاع المدني تعد الأحدث من نوعها في العالم، بل إنّ هناك آليات تم تصنيعها خصيصاً للدفاع المدني السعودي، وهذه الآليات المتطورة يتم صيانتها بصفة دورية منتظمة في ورش ومراكز الصيانة بالدفاع المدني والتي يبلغ عددها (17) ورشة مركزية، بخلاف عدد كبير من الورش الفرعية والمتنقلة والتي تم تحديثها وتزويدها بأحدث التجهيزات الفنية لجميع أعمال الصيانة، بتكلفة تجاوزت (100) مليون، وما نفخر به في هذا الجانب أنّ من يدير ورش الصيانة هم أبناء الدفاع المدني، والذين حصلوا على دورات متقدمة في الدول المصنعة للآليات والمعدات. مواجهة الحوادث * في ظل توفر هذه الإمكانات الكبيرة من الآليات والمعدات للدفاع المدني، هل نتوقع تطوراً إيجابياً في مواجهة الحوادث؟ - لا شك أنّ توفر الآليات و المعدات الحديثة يزيد من قدرة رجال الدفاع المدني على أداء مهامهم في التعامل مع الحوادث المختلفة والتخفيف من آثارها، لكن لابد أن نعلم أنّ الحوادث تقع وتتسبب في خسائر بشرية ومادية، ولا يستطيع الدفاع المدني مهما كانت إمكاناته وخبراته أن يحول دون ذلك، ولنعلم أنّ حوادث الحريق يمكن أن تسبب الوفاة خلال أربع دقائق فقط من إشتعال شرارتها الأولى، وقد لا يستطيع رجال الدفاع المدني الوصول إلى الموقع وإنقاذ المتضررين في هذا الوقت المحدود، ومن ثم فإننا نؤكد على أهمية توفر اشتراطات السلامة في جميع المنشآت، وتدريب العاملين فيها أو المتواجدين بها على استخدام وسائل السلامة، كما نعمل جاهدين على نشر ثقافة السلامة وتنمية الوعي الوقائي ضد الحوادث ونعول كثيراً على إسهامات وسائل الإعلام في هذا الشأن، لأنّ الوقاية خير من العلاج وأقل كلفة. نقد هادف * لكن هناك من يفسر بعض تصريحاتكم حول الإعلام برفضكم للنقد وفتور علاقتكم بوسائل الإعلام؟ -لدينا قناعة تصل إلى حد اليقين أنّ المسؤول الذي يضيق صدره من النقد عليه أن يترك موقعه، فنحن نرحب بكل نقد هادف وبناء، ونرى وسائل الإعلام شريكا استراتيجيا لإيصال رسائل التوعية الوقائية ونشر ثقافة السلامة، وهنا لا يفوتني الإشادة بجهود وسائل الإعلام التي لها إسهامات فاعلة في هذا الجانب وإن كنا نتطلع إلى المزيد، ونحن نتعامل بجدية مع كل ما ينشر في وسائل الإعلام عن أداء الدفاع المدني، ولدينا آلية لرصد وتحليل كل ما تبثه وسائل الإعلام المقروءة، والمسموعة، والمرئية، ووسائل الإعلام الجديد، ونسعى للإفادة من كل المقترحات والرؤى ونتجاوب معها.