طالب الشيخ سليمان الدويش بتخصيص مكافأة لربات البيوت السعوديات، مؤيداً الكاتبة ريم آل عاطف في مداخلتها بحلقة برنامج حراك، مؤكداً أن البلد فيه خيرات كثيرة، وميزانيته كبيرة، ومن مسؤوليات ولي الأمر أن يخصص للمرأة المحتاجة جعلاً من المال، حتى لا يدعها تتسول، أو تقحم في أعمال لا تناسبها. وتساءل الدويش: "هذه الأموال التي تذهب من بلادنا للبنان تكفيهم وتكفي أبناءهم.. أليس الأولى بها أبناء هذا البلد؟!".
من جهته، ردَّ عليه الشيخ أحمد قاسم الغامدي بعدم معقولية ذلك، مضيفاً: "لا يصح أن نطالب الدولة بالصرف على الشعب وإعطائهم رواتب بدون أن يعملوا، ولو كان هناك رجل مليونير فلا يمكن أن يغدق على أبنائه بالمال، وهم كسالى لا يعملون".
جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "حراك" الذي يقدمه الإعلامي عبدالعزيز قاسم على قناة "فور شباب"، تعرض فيه لخبر تعيين بعض النساء السعوديات كعاملات نظافة، طارحاً عدة تساؤلات مع ضيوفه، حول عمل الفتاة السعودية في أعمال النظافة، واستضاف في حلقته مساء أمس الجمعة كلاً من الشيخ أحمد قاسم الغامدي رئيس هيئة الأمر بالمعروف في مكة سابقاً، والشيخ سليمان الدويش الداعية الإسلامي، وصالح الطريقي الكاتب بصحيفة "عكاظ"، وريم آل عاطف الكاتبة بجريدة "العرب" القطرية، وعبد الله آل طاوي مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة، وعائشة الشهري الناشطة الاجتماعية.
وأوضح الشيخ سليمان الدويش أنه من المعيب أن تعمل المرأة السعودية كخادمة وكعاملة نظافة، ونحن في بلد نفطي غني.
وأشار الدويش إلى أن عمل المرأة كعاملة نظافة لا يتناسب مع المرأة في مجتمعنا، خاصة مع ازدياد نسبة التحرش بها، وقال: إن كثيراً من النسوة اللاتي يوظفهن في هذه الأعمال يحملن شهادات تعليمية عالية، ثم تطلب منهن وزارة العمل أن يعملن بائعات أو خادمات أو عاملات نظافة! ولو كان هناك شحٌّ في الوظائف لكان الأمر ممكناً، ولكن هناك وظائف كثيرة تشغلها عاملات وافدات، وهي تناسب نساءنا فلماذا لا يطلب أن يعملن فيها؟! وقال سليمان الدويش إن عمل المرأة من حيث أصله جائز ما التزمن فيه بالضوابط الشرعية، وأضاف: "لكننا نتكلم عن بلد قادر على أن يوفر للمرأة ما يسد حاجتها، من دون أن يزج بها في أعمال النظافة وغيرها".
وأضاف: "نحن لا نصدق كلام من يقول إن هذه الأعمال يُراد منها إغناء المرأة عن المسألة، بل المراد منها إخراج المرأة السعودية من بيتها، والزج بها في أعمال لا تتناسب مع طبيعتها وبدون ضوابط شرعية، ووزير العمل الحالي يقوم بزج المرأة في أعمال لا تناسبها وتؤدي للاختلاط المحرم، وقد ذهبت إليه لمناصحته، ولم يستطع أن يرد على ما طرحته عليه". ومن جهته، أكد الشيخ أحمد قاسم الغامدي أنه لا حرج في أن تعمل المرأة السعودية في مهنة عاملة نظافة وغيرها، إذا ما تم الالتزام بالضوابط الشرعية، على حد وصفه, وقال إن العمل إذا لم يكن مخالفاً للشرع فهو مشروع وجائز، موضحاً أنه لا إشكال في عمل المرأة في النظافة أو غيرها، ولا علاقة بين ذلك وامتهان مروءة المرأة وكرامتها. وعن موضوع كثرة التحرش بالنساء العاملات قال الغامدي: موضوع التحرش موجود قبل أن تعمل المرأة، حتى بنات المدارس يتحرش البعض بهن، فعلينا أن نوجد القوانين التي تحمي المرأة، والعزل وحده لا يفيد.
وأوضح أن عمل المرأة كعاملة نظافة، وغير ذلك لا حرج فيه، مضيفاً: "علينا أن نطالب المؤسسات التي تشرف على هذه الأعمال بأن ترتقي بالعمل من حيث الراتب، وتضع له أنظمة وضوابط", مؤكداً أن الناس ينظرون لهذه الأعمال بدونية لأن رواتبها متدينة، وأضاف: "إن وجدت المكافآت المجزية، والضوابط والأنظمة لتغيرت النظرة الدونية لهذه الأعمال، وفي أوربا يعمل كثير من الشعب في هذه الأعمال".
وقال الغامدي إن وزارة العمل لم تفرض هذه الأعمال على النساء، بل هي اختيار شخصي لمن يرغب فيها، والله سبحانه قد جعل الناس درجات، واقتضت حكمته أن يكون الناس كذلك.
يذكر أن الإعلامي عبد العزيز قاسم تطرق لموضوع الطبقية، وسأل سليمان الدويش إن كان سيزوج ابنته من طبقة الصناع، بعد أن ذمَّ الدويش هذه الطبقية، واعتبرها مخالفة للإسلام، فأجاب الدويش بأنه يطالب بتخصيص مكافأة لربات البيوت والغامدي يعترض، فيما قال الغامدي بأنه مستعد لفعل ذلك، لأن هذه الطبقية ليست من الإسلام في شيء، ويجب أن نمتثل أمر الله تعالى بقبول من نرضى دينه وخلقه، ونكون قدوات للمجتمع.