في الوقت الذي كان فيه والدا الطفل (مشاري) الذي تعرض لحروق متعددة في جسده إثر احتراقه بالكامل بنسبة حروق بلغت90 %، يتواجدان في الرياض لإنهاء إجراءات تصديق التأشيرات من السفارة الأمريكية لمرافقة طفلهما إلى أحد المراكز المتخصصة بعلاج الحروق في الولاياتالمتحدة، أعلن مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي في الطائف مساء أمس عن وفاة الطفل بعد مرور 65 يوماً على تنويمه في المستشفى. فيما أرجعت مصادر سبب الوفاة إلى وجود جرثومة وبعض المشاكل في الدم. وكان الخطر قد زال عن الطفل (مشاري) أخيراً، وبدأ يتنفس طبيعياً ويأكل ويشرب، وتمت إزالة الأجهزة عنه. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وجه بعلاج الطفل (مشاري) خارج المملكة إذا لم يكن له علاج في الداخل وعلى نفقة الدولة، فيما تعذر علاجه في الداخل بعد طلب الهيئة الطبية العليا من مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة علاجه لدى الأخير، إلا أن المُستشفى تعذر بحجة عدم وجود وحدة حروق لديه، الأمر الذي أخر سرعة تنفيذ الأمر الصادر بحجة وجود العلاج له بداخل المملكة في ظل رفض الحالة من كافة المستشفيات المعنية. وعلى إثر ذلك قررت الهيئة الطبية العليا إرسال التقارير الطبية الخاصة بالطفل إلى أحد المراكز المتخصصة بعلاج الحروق في الولاياتالمتحدة من أجل عرضها والتواصل مع الأطباء المعالجين في المملكة لمناقشة الحالة المرضية ودراستها دراسة مستفيضة، حتى وافق المركز على قبول علاج حالة الطفل، وتلقى والده خالد العصيمي إتصالاً بذلك، وبدأ بعدها إنهاء إجراءات سفره هو وزوجته مع طفلهما، فيما وجهت وزارة الصحة بصرف مبلغ مالي لهم لأجل إنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بالسفر في ظل التنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين هناك. وتعود تفاصيل قصة احتراق الطفل (مشاري) إلى الأيام الأخيرة من رمضان الماضي، عندما قرر والده تنظيف فناء منزله بمادة البنزين، مستعيناً باثنين من الوافدين، وإثر سكب المادة، كان عدد من أطفال الحي يقومون بإطلاق بعض الألعاب النارية أمام المنزل، وأثناء نزول الطفل (مشاري)، وقبل وصوله إلى الشارع، انطلقت صوب درج منزله إحدى تلك الألعاب النارية، ما أدى إلى اشتعال النيران، لزيادة كمية البنزين التي سُكبت، فيما لم يستطع الطفل وقتها تدارك نفسه، حيث التهمت النيران جسده وقام بالصراخ مستغيثاً حتى حضر أحد الجيران، وأخرجه، وتم استدعاء الهلال الأحمر، الذي سارع بنقله إلى مُستشفى الملك عبد العزيز التخصصي في الطائف، وبعد علم والده فقد صوابه حين رآه مُمدداً على السرير، وكانت نسبة التشوه عالية، لدرجة أنها أخفت ملامحه.