كشف فريق من المقاولين والمهندسين عن خطط لتأسيس شركة للتعدين في الفضاء، بهدف استخراج المواد الخام من الكويكبات القريبة من الأرض والاستفادة منها في تشغيل الأقمار الصناعية وتصنيع مكونات في الفضاء. وقالت شركة "ديب سبيس إندستريز" (صناعات الفضاء السحيق) ومقرها سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا إنها تستهدف إطلاق أول مهمة لها في الفضاء عام 2015 بإطلاق مركبة صغيرة يطلق عليها اسم "فاير فلاي" في مهمة تستغرق ستة أشهر لإجراء عملية مسح لكويكب لم يستقر الرأي عليه بعد. وسيتم إطلاق المركبة التي يبلغ وزنها 25 كيلوجراماً، وتعادل في حجمها حجم جهاز الكمبيوتر المحمول (لاب توب) كحمولة ثانوية على متن أحد الصواريخ التجارية المستخدمة في إطلاق الأقمار الصناعية. وقال ديفيد جامب الرئيس التنفيذي للشركة، إنه يتم كل عام اكتشاف نحو ألف كويكب صغير على مسافة قريبة نسبياً من الأرض. ومن المعتقد أن معظمها إن لم يكن كلها يحتوي على الماء وغازات مثل الميثان الذي يمكن استخدامه كوقود، بالإضافة إلى معادن مثل النيكل المستخدم في الطابعات ثلاثية الأبعاد لتصنيع المكونات المطلوبة. وشارك "جامب" من قبل في تأسيس ثلاث شركات للفضاء والتكنولوجيا إحداها شركة "إستروبوتيك تكنولوجي" المتخصصة في استكشاف موارد القمر وتطويرها. وقال جون مانكينز كبير المديرين الفنيين بالشركة وهو مدير سابق لمعهد الدفع النفاث بإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا): "لا يوجد شيء حقاً في خطة العمل التي تتبعها شركة (ديب سبيس إندستريز) لا يمكن تحقيقه بالأبحاث التكنولوجية التي تحققت في المعامل في مختلف أنحاء كوكبنا". وهذه هي الشركة الثانية التي تكشف عن خطط لاستخراج المعادن من الكويكبات السابحة في فلك المجموعة الشمسية. وسيتم تصنيع مركبات "فاير فلاي" بتكنولوجيا تصغير مركبات الأبحاث الفضائية التي يمكن تصنيعها بمكونات إلكترونية متاحة في الأسواق. وتبلغ تكلفة الرحلة الواحدة لهذه المركبة 20 مليون دولار تقريباً تأمل الشركة الحصول على نصفها من عقود مع الحكومة ومعاهد البحث والنصف الآخر من إعلانات الشركات وعقود الرعاية وغيرها من خطط التسويق. وستكون الخطوة التالية إرسال نوع آخر من المركبات يطلق عليه اسم "دراجون فلاي"، من المقرر أن تبدأ رحلاته عام 2016 بهدف العودة للأرض بما يتراوح بين 23 و45 كيلوجراماً من المواد الخام من كويكبات مختارة ذات قيمة عالية، في رحلة تستغرق مابين عامين وثلاثة أعوام.