وجه أهالي المناطق الجنوبية شكرهم لرجال الدفاع المدني على جهودهم طوال فترة العمليات العسكرية ضد المتسللين الحوثيين ، وبالذات ما يتعلق بتأمين إحتياجات النازحين الذين نقلوا إلى مراكز الإيواء . وعبر عدد من أبناء هذه المناطق عن تقديرهم لرجال الدفاع المدني " على كل جهد بذلوه في هذه الحرب فهم أثبتوا أنهم رجال للوطن " ، فيما دعا آخرون بالثبات لكل من يرابط على الجبهة من كافة القطاعات العسكرية والأمنية والمدنية " . وعلى الرغم من المفاجأة التي شكلها تسلل الحوثيين لأراضي المملكة ، جاء التحرك السعودي بمختلف مستوياته منظمًا وسريعاً ، ما ساعد على تحقيق أهداف العملية كلها ، مع توفير البدائل الحياتية لسكان المناطق الحدودية الذين نزحوا عن ديارهم ، وذلك في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين للحكومة بمد هؤلاء بكل إحتياجاتهم وتعويضم مادياً . و إستقبلت معسكرات الإيواء على الشريط الحدودي الجنوبي في منطقة جازان أكثر من 7 آلاف نازح من القرى والهجر ، حيث تم إيواؤهم بمعسكر كبير إقامته إدارة الدفاع المدني في الموقع ، إضافة إلى قصور الأفراح ومدارس تعليمية في جازان وصبيا وأبو عريش وبيش وأحد المسارحة والطوال وصامطة ومحافظة الدرب. واستعان الدفاع المدني في تنفيذ الخطة الإستراتيجية الميدانية لمواجهة الوضع الراهن في الموقع بالعديد من الآليات الحديثة (70 آلية) والثقيلة (42 آلية) ، وأعداد كبيرة من الكوادر البشرية المدربة على أعلى مستوى . وحسب مسؤولي الدفاع المدني ، فقد تم توفير جميع الإحتياجات الخاصة بالنازحين سواء الاعاشية او الصحية أو النفسية منذ وقت مبكر ، بحيث تحول مركز إيواء النازحين إلى مدينة عصرية تضم جميع الخدمات الضرورية والمهمة، حيث أنشئ فيها مراكز للترفيه وملاعب للأطفال والشباب. وكانت إدارة الدفاع المدني في جازان نفذت خطط الإخلاء واستقبال النازحين وتأمين جميع المستلزمات والخدمات الضرورية الحياتية من الغذاء والدواء والمأكل والمشرب، إضافة إلى تواجد الجهات المعنية لتوفير هذه الخدمات أثناء تشغيل معسكر الإيواء . وقوبلت هذه الجهود بتقدير النازحين الذين عبروا عن سعادتهم بالإمكانيات المتوافرة في المخيمات من تكييف وتوفير المواد الغذائية، وأشاروا إلى أن جميع الجهات الحكومية شاركت في توفير الإمكانيات للنازحين. وقال عدد منهم في تصريحات للصحف إنهم نزحوا عن قراهم مع بداية العمليات العسكرية ولجأوا إلى مناطق الإيواء التي تتوافر فيها كل الخدمات التي يحتاجونها، كما عبر النازحون عن تقديرهم لقرار خادم الحرمين بصرف مساعدات لهم ، مشيرون إلى أن ذلك ليس مستغربًا على الملك عبدالله . وكانت وزارة المالية بدأت في صرف شيكات المساعدات المالية ل 100 مستفيد من أهالي قرى الشريط الحدودي، الذين جرى إجلاؤهم لمراكز الإيواء، علمًا بأن كل أسرة مكونة من فردين حصلت على أربعة آلاف ريال ، فيما حدد للأسر التي تزيد عن العدد السابق مبلغ 200 ريال إضافي للفرد الواحد. وكان قائد قوة الدفاع المدني في جازان العميد هاشم داود صيقل قال: إن اللجنة المشرفة على النازحين جهزت الساحة العامة للصرف واستخدمت مكبرات الصوت في استدعائهم من مخيماتهم. وذكر مسؤولون بالدفاع المدني أن الصرف سيشمل النازحين الذين أسكنوا في شقق سكنية وفنادق في الأسبوعين المقبلين.